الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الطوفان الكبير ( الحلقة الثانية )



الطوفان الكبير ( الحلقة الثانية )
 الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :
***
        فهناك الكثير من الاحداث التي خرجت في الفترة الماضية التي توضح حقيقة الطوفان الكبير الذي تحدثنا عنه في الحلقة الماضية ,  و الان نحن نشهد مؤشرات  لأحداث عظيمة ستنفجر قريبا في المنطقة والتي ستؤدي الى تغييرشامل في الخارطة السياسية والاجتماعية للأمة , ونرجو ان شاء الله ان يتخللها زوال الانظمة الجبرية وخروج الخلافة على منهاج النبوة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا شك ايها الاخوة ان الفتن التي تحدث في الامة اليوم من الفرقة والاختلاف والتباغض والهرج ناتجة من بعد الامة عن دينها والايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه وهو نفس الداء الذي دب في بني اسرائيل من قبل فاهلكهم .
قال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )
فقد ذم الله بني اسرائيل في هذه الآيات على تناقضهم وايمانهم ببعض الكتاب وكفرهم بالبعض الاخر فقد حرم الله عليهم ان يسفكوا دماءهم وان يخرجوا فريقا منهم من ديارهم , وكذلك امرهم بفداء الاسارى منهم فاذا وجدوا اسيرا منهم وجب عليهم فداؤه .
فجحدوا الامر الاول فسفكوا دماء بعضهم وظاهروا غيرهم على بعضهم , وبعد ذلك يفادون الاسارى منهم امتثالا لأمر الله ! فامنوا بذلك ببعض الكتاب وكفروا ببعض   , فرتب الله عليهم عقوبة بذلك بالخزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى عذاب شديد والعياذ بالله .
وكذلك رتب الله على من يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وينسون حظا مما ذكروا به التباغض والعداوة فيما بينهم ويجعل باسهم بينهم شديد .
قال الله تعالى (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )
فالنصارى لما نسوا حظا مما ذكروا به اغرى الله بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة وانقسموا الى فرق متناحرة يكفر بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا .
فهذه سنة من سنن الله ايها الاخوة فأيما امة تنسى حظا مما ذكرت به وتؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض وتبتعد عن دينها وتنقض مواثيقها فانه سيحل بها ما حل ببني اسرائيل .
وهذه الامة اشبه الامم ببني اسرائيل وستسلك سننهم والله المستعان ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال ( فمن ؟ ) .
واليوم للأسف الشديد ما نشاهده من خلافات ونزاعات وفرقة بين الجماعات الاسلامية فيما بينها او بين الحكومات والجماعات المعارضة لها في غالبه ناتج من الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه ونسيان حظ ممن ذكروا به .
فنلاحظ انه ما من جماعة الا ومعها بعض شيء من الحق وتنسى البعض الاخر او تكفر به وتدعي صحة منهجها وانها اهدى سبيلا من غيرها وتتجاهل الحق الذي عند غيرها وتجحده او تقلل منه فيحصل بذلك التباغض والتنازع وسفك الدماء والعياذ بالله .
وهناك قلة ممن يدعون الى العودة الى منهاج النبوة والى ما كان عليه سلف هذه الامة من الخلفاء الراشدين واصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في فترة التنزيل وهؤلاء الذين يدعون الى العودة الى الدين كله والدخول في السلم كافة وتصدق اقوالهم افعالهم هم على الحق والهدى والمنهج القويم .
ولذلك لن تنتهي هذه الخلافات في الامة حتى يعود الجميع الى المنهج القويم ويدخلوا في السلم كافة ويؤمنوا بالكتاب كله محكمه ومتشابهه .
ولا يفوتني ان انبه على ان المقصود بالآية  ممن ينسى حظا مما ذكر به او يكفر ببعض الكتاب المقصود به الجاحد او من ليس له عذر في ترك شيء من الحق فلا يدخل في ذلك المكره او الجاهل او من ليس له قدرة على القيام بذلك الحق فهؤلاء معذورون ولا يشملهم في الوعيد ما لم يكن منهم تفريط في طلب الحق او تعلم العلم الشرعي الواجب على كل مسلم ومسلمة .
فبعض الغلاة للأسف لا يراعون احوال الناس وظروفهم وعدم مقدرتهم على القيام ببعض الحق او جهلهم فتسيل بذلك دماء معصومة ويشقون بذلك على الناس .
وعلى كل حال ايها الاخوة لو ترك الناس وشانهم لاختاروا العودة الى المنهج القويم والدخول في السلم كافة ولكن الحكومات التي يقوم عليها المنافقون والدجالون واذناب الصهاينة يحولون بين الناس والعودة الى المنهج القويم وهم مستميتون في ذلك كما هو داب اهل النفاق والدجل في كل زمان .
ولذلك لا بد ان تكون الاولوية الان لدى جميع الجماعات الجهادية اسقاط هذه الانظمة وقطع دابرها حتى تعود الامة الى ربها وبارئها .
سأتحدث في هذه الحلقة ايها الاخوة عن الطوفان الكبير وبعض من المبشرات والمنذرات المتعلقة به وكذلك عن الاوضاع في مصر واستراتيجية دولة الخلافة  في التمدد لإسقاط الحكومات والحرب الصهيو صليبية التي تقوم بها الانظمة السلولية لضرب الدولة والجماعات الجهادية في الشام التي لا ترضى بالخط الصهيوني واستغلالهم للمشايخ في ذلك وكذلك سأتحدث عن الاتفاق النووي بين الغرب وايران ونظرا لضيق الوقت فسأتكلم كذاك عن بعض ما يجري في ارض الجزيرة من تطورات سياسية .
وقبل ان ابدا في الحديث عن هذه المحاور فهناك تنبيه ومسالة هامة اثارها احد الاخوة النجديين في الحلقة الماضية واتهمني فيها بالحقد على اهل نجد !؟
هذا مع ان منهجنا واضح لكل منصف فنحن موضوعنا الرئيسي التحذير من الفتن , وبيان سبل النجاة منها وكذلك العودة بالأمة الى منهاج النبوة والى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام فلسنا بدعاة قومية او حزبية او جاهلية بل نحن اول من يحارب هذه الامور المخالفة للشرع وندعو الناس الى الابتعاد عنها والحذر منها .
ونحن نوجه سهامنا الى رؤوس الطواغيت واذنابهم في كل مكان سواء كانوا نجديين او شاميين او يمنيين او غيرهم فأينما وجد طاغوت فستصله سهامنا .
وانا ركزت على طواغيت نجد في بعض المواضيع وذلك لعظم شرهم وكثرة فسادهم وافسادهم فالامة اليوم تنزف دما في مشارق الارض ومغاربها بسبب طواغيت نجد والجزيرة الذي والوا الصليبيين واتخذوهم اولياء من دون المؤمنين فافسدوا في الارض وسفكوا الدماء ومزقوا الامة وصدوا عن سبيل الله وحاربوا المجاهدين وافسدوا تجارب الاسلاميين ودعموا العلمانيين والزنادقة والمجرمين ونشروا الفساد وميعوا الدين عن طريق وسائل اعلامهم من قنوات وصحف ومجلات وغير ذلك من الجرائم التي لا تخفى على احد , ولذلك كان لزاما علينا توجيه المزيد من السهام لهم وكشف باطلهم وتوضيح حقيقتهم للناس .
وكذلك نحن تحدثنا عن نصوص صحيحة جاءت في اهل نجد والمشرق وبينت انها ارض شرور وفتن والواقع شهد بصحة هذه النصوص فهل الحديث عن هذه النصوص وتوضيحها يعتبر من الحقد ايضا على اهل نجد ؟َ!
فارض نجد على مر تاريخ الامة خرج منها فتن كبار كفتنة مسلية الكذاب وفتنة النجدات والازارقة والخوارج وفي هذا العصر ما يعرف بالدولة السعودية وما سببته من فتن وكوارث على الامة استمرت لقرون .
وما ذكرناه من فتن خرجت من نجد لا يلزم ذم جميع اهلها فقد خرج من نجد من ايام النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من اهل الايمان والثبات كثمامة بن اثال رضي الله عنه سيد بني حنيفة واول من فرض حصار اقتصادي على كفار قريش وقال مقولته المشهورة لكفار قريش بعد ان اسلم وذهب للعمرة ( لا والله ما يأتينكم منها حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , فجهد كفار قريش بسبب ذلك فبعثوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسالونه بالله والرحم ان يخلي بينهم وبين حنطة اليمامة فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ثمامة ان يخلي بينهم وبينها وذلك ففعل في الحادثة المشهورة .
وقد اعان ثمامة رضي الله عنه خالدا في قتال مسيلمة الكذاب , فالحاصل هنا ايها الاخوة ان في اهل نجد طائفة من اهل الايمان والثبات والغيرة على الدين والحرمات , فهؤلاء اخواننا ولهم منا كل احترام وتقدير ي ولا نقصد احدا من هؤلاء  في حديثنا كما هو واضح لكل منصف .
وانما المقصود من حديثنا رؤوس الطواغيت والمجرمين واذنابهم من سفلة الناس والهمج وغيرهم وكما ذكرت فهذا واضح ولا يحتاج الى بيان وذكرته حتى لا يبقى في نفس احد شيء خاصة الئك الذين لم يتابعوننا من قبل ولم يعرفوا منهجنا .
وكما ذكرت من قبل فان الحديث في هذه المدونة موجه لإخوان المنهج والعقيدة ولمن يريدون النجاة من الفتن وذلك لتسليتهم وتثبيتهم اما القوميون والوطنيون العلمانيون وشيعة ال سعود والمجرمون والمختلون فلا انصحهم بالاقتراب من هنا او قراءة ما نكتبه لأنه لن يزيدهم الا خبالا وفتنة .
المحور الاول الطوفان الكبير .
الطوفان ايها الإخوة له مد وجزر وصعود وهبوط وارتفاع وانحدار فالجاهل او قليل الخبرة سيظن عند بداية الطوفان انه موجة عابرة فلا يروعه الا موجة اخرى هي اعظم من الاولى ثم لا يروعه الا موجة اخرى اعظم من الاوليين فاذا هو في اصل الماء وقد تحتم هلاكه وغرقه .
اما الصالحون من عباد الله فيلجؤون الى المساجد فيعصمهم الله من الغرق واما اهل الفسق والفجور والجاحدون لآيات الله فيهربون الى بيوتهم وملاجئهم او يقولون سنأوي الى جبل يعصمنا من الماء فيدركهم الموج ويغشاهم الطوفان فيهلكون مهلكا واحدا .
وما يحدث اليوم ايها الاخوة هو شبيه بذلك فان الله اذا اراد امرا فلا مرد الله وسننه في خلقه نافذة تجري على البر والفاجر والمسلم والكافر .
ولا شك ان زوال هذه الحكومات الجبرية التي تحكم الناس بالجبر والإكراه قد ان وقت زوالها وهلاكها ولكن ذلك سيكون له اثار مدمرة كما نشاهد اليوم ويحتاج الى جهاد وصبر ومصابرة وثبات على المنهج من اهل الحق والصلاح .
فقد كثر الخبث وعظمت الفتن وافسد الطواغيت شعوبهم وخربوا طبائعهم فانتشرت الفواحش والموبقات وكثر الغدر والحسد والكذب واكل الربا وشاع الظلم والالحاد وبيع الحكم وظهر اهل النفاق والدجل وتصدروا وسائل الاعلام وصدور المجالس وخون الامين وامن الخائن وكذب الصادق وصدق الكاذب ونطق الرويبضات والتافهون وشارك في وضع الدساتير الممثلات والراقصات والمومسات وسفلة الناس وسفهائهم والعياذ بالله .
فلاشك ان خبثا كهذا لا يطهره الا الدماء ومن يعتقد انه لازال هناك مجال للتعامل مع هذه الانظمة بالسلم والحوار فإنما هو واهم وجاهل بسنن الله في من كان هذا حالهم والعياذ بالله .
ولذلك اعتقد انها ستموج موج البحر ابتداء من المغرب ومرورا بتونس والجزائروليبيا ومصر والشام والجزيرة كما اشارت الرؤى بذلك .
فالأنظمة الحاكمة يزداد فسادها وافسادها وظلمها للشعوب فالحال من سيء الى اسوأ ومن رديء الى اردأ وذلك لان هذه الانظمة قامت بالظلم والجبر وسلب حقوق الناس ومحاربة كل من يخالفها حتى اصبحت هذه الحال من المسلمات عندهم وغفلوا عن سنن الله ولذلك اذا خالفتها الشعوب وطالبوا بما لا يروق لهذه الحكومات فإنها لن تعرف حلا الا بالقوة والقهر وهو ما يؤدي الان الى زوال هذه الحكومات وهلاكها بإذن الله فلا مفر من المواجهة مع الشعوب المقهورة .
ولذلك على جميع التيارات التي تحارب هذه الحكومات وتطالب بعودة الامة الى الاسلام والشرع ان يعلموا انهم في خندق واحد سواء كانوا مجاهدين او غير ذلك وليحذروا من الاختلاف والتنازع فهذا ما تسعى فيه الانظمة الان تفريق صفوف الجماعات وزرع الخلافات بينها ليضعفوا بعضهم البعض وتبقى هذه الحكومات مسيطرة على الحكم والثروات , فالأولوية الان كما ذكت سابقا هي لإزالة هذه الحكومات واسقاطها .
ولاشك ايها الاخوة ان الامة تعيش الان موجة جديدة من الفتن المظلمة تموج موج البحر وهي امتداد للفتن الاولى التي حدثت عقب ابتداء عهد الجبابرة , ولا يرقع الناس الحال من جهة الا وتنفتق عليهم من اخرى .
ولذلك فان الحديث عن هذه الفتن وسبل النجاة منها يحتاج الى بصيرة ثاقبة ونظر للأمور من جميع جوانبها والحذر من اغفال اصل الفتن عند الحديث عنها .
فمنشؤ الفتن الحاصلة اليوم هو من الانظمة الجبرية التي تحكم الامة بجميع مؤسساتها الطاغوتية والاجرامية والكهنوتية والاعلامية .
هذا هو اصل الفتن اليوم ومنشؤها ولذلك اذا تحدث احد عن الفتن اليوم واغفل هذا الاصل فسيضل عن الحق ويحيد عن الصراط ويظلم الناس ويكون كلامه عليه لا له .
فمن يريد الحديث اليوم عن ما يحدث في ارض الجزيرة من احداث كتفجير مساجد الرافضة وغيرها ومقاتلة النظام السلولي او عاصفة الحزم وفتنة الحوثيين وغير ذلك من الاحداث فان عليه ن لا يغفل اصل هذه الفتن ومنشأها حتى يكون كلامه مستقيما ويصل فيه الى الحق .
ألئك الذين يجرمون ما يحدث للرافضة في ارض الجزيرة والعراق ويتهمون الجماعات الجهادية بأبشع التهم ويلغون جهادهم لم نسمع من هؤلاء كلمة واحدة فيما يفعله الرافضة في اهل السنة في العراق والشام من مجازر وقتل واغتصاب وتدمير لمساجدهم وامور يشيب لها الراس لم يسمع عن مثلها في غابر الازمان .
من المسؤول اليوم ايها الاخوة عن ما يجري لأهل السنة من مجازر واضطهاد في العراق والشام واليمن وغيرها ؟! ومن المسؤول عن ادخال الامة في دوامة من النزاعات والخلافات والاحقاد والثارات التي لا تنتهي ؟! ومن المسؤول عن الزج بشباب الامة في معارك لا تنطلق اسبابها من أي منطلق فكري او عقدي او عقلي سليم ؟! ومن المسؤول عن انحراف عدد كبير من شباب الامة الى الغلو والتطرف او الى الالحاد والزندقة ؟ ومن المسؤول عن الفقر والظلم والاضطهاد والبطالة والسجون الملأى بالمجاهدين والمصلحين والغيورين عن الامة  ؟! ومن المسؤول عن هيمنة الصليبيين على القرار السياسي للامة وتدخلهم في شؤونها الاقتصادية والدينية والفكرية ؟! ومن المسؤول عن فتك الصليبيين واذنابهم الطواغيت بخيرة رجالات الامة وصالحيها ونعتهم بالإرهاب والتشدد ؟ ومن المسؤول عن الانقلاب في مصر و قمع الالاف في ميادينها وقتل المصلين فيها واحراق جثثهم وسجن الالاف منهم ؟
هل يجرؤ علماء السلاطين ومشايخ السوء ولحى الضلالة على الاجابة عن هذه الاسئلة على وضوحها وجلائها ؟
انهم لن يجرؤوا على ذلك وذلك لانهم على دين ملوكهم وطواغيتهم ومجرميهم فما يجرمه طواغيتهم فهو مجرم عندهم وما لا يجرمه طواغيتهم فليس بجريمة عندهم .
وهم مع هذا لا يتكلمون الا فيما يأذن لهم الطواغيت للكلام فيه هذا بالطبع في ظل الثناء على الطواغيت والمجرمين والتسبيح بحمدهم والثناء عليهم ورفعهم الى مراتب الخلفاء الراشدين والائمة المهديين والعياذ بالله .
ولذلك نحن في عين السنوات الخداعات التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة ) . قيل وما الرويبضة قال ( الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ) .
اذن من الذي يتوجب القاء اللوم عليه لما يجري اليوم في الامة انتوجه باللوم على الئك الذين خرجوا للجهاد في سبيل الله طمعا فيما عند الله ونصرة للحق بغض النظر ان اخطؤوا في بعض الامور او اصابوا ؟  ام نتوجه باللوم على من يناصرهم ويؤازرهم من العلماء والدعاة والغيورين ؟ انتوجه باللوم على الئك الذين يجاهدون الطواغيت بكل ما يملكون ؟ ام نتوجه باللوم على الئك المتظاهرين الذين يخرجون يوميا بالآلاف لقول كلمة حق والانكار على المجرمين والمغتصبين لملك الامة وثرواتها ؟
من الملوم ايها الاخوة ؟ من يجيب على هذا السؤال بصدق فانه سيصل الى نتيجة صحيحة بخصوص الفتن الحاصلة اليوم .
ولذلك اوجه كلامي ايها الاخوة لجميع الجماعات الاسلامية الجهادية والسلمية وكذلك لجميع العاملين في الساحة والكتاب والمفكرين والمغردين الرافضين للظلم والطغيان والساعين لاستعادة مجد الامة وعزتها واقول لهم اتقوا الله فانتم جميعا في خندق واحد مهما كانت اختلافاتكم واحذروا ان يستغلكم الطواغيت في ضرب بعضكم ببعض واشغالكم عن اصل المسالة .
فالحكومات الجبرية بجميع مؤسساتها مسؤولة عما يجري اليوم في الامة وهم لن يتنازلوا عن طغيانهم واجرامهم بالسلم بل لا بد من جهادهم والصبر والمصابرة على ذلك ولا ترضوا باقل من اجتثاث هذه الانظمة من جذورها وتغييرها من اصولها حتى يعود للامة مجدها وعزتها .
ولاشك ان الامور ستزداد سوءا خاصة مع  فتن الجزيرة التي تحدث الان فالأنظمة الحاكمة اليوم تعمل بمبدأ الارض المحروقة وهي تخير الناس اليوم بين القبول بها واستمراها في الحكم وبين ان تحترق .
فلا مجال للإصلاح  في ظل هذه الانظمة ومن يتكلم منهم عن الاصلاح فهو على طريقة من يكسر رجلك ويعطيك عكازات لتمشي بها ويقتلك ويمشي في جنازتك , ويدمر بيتك ويعطيك بطانية لتتقي بها برد الشتاء !
كما ان هذه الانظمة مصرة على المضي في ركب الصهاينة والصليبيين والعمل تحت رايتهم والخضوع لأوامرهم ويريدون من الامة ان ترضى بذلك وتقرهم عليه .
حتى اصبح حالهم والعياذ بالله كحال قوم لوط الذين قالوا ( أخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون ) فهم لا يرضون بأحد طاهر يكون فيما بينهم فإما ان يكون لوطيا مثلهم او يخرج من قريتهم والعياذ بالله .
هذا هو الواقع المر اليوم للأسف الشديد فالمصلح منبوذ والامين غير مرغوب فيه والصادق مجرم عندهم والعياذ بالله .
ولذلك اعتقد ان الامور ستشتد في الايام المقبلة وستتزايد عمليات الدولة في ارض الجزيرة حتى يعجز النظام السلولي عن التصدي لها وستحدث فتن وامور غريبة واخرى غير متوقعة  في الجزيرة حتى يأذن الله بذهاب ملك ال سعود وانتهاء دولتهم بإذن الله وخروج الخلافة .
واما في الشام اليوم فنلاحظ ايها الاخوة ان الفتنة قد عظمت وتشعبت واتقدت واشتد ظلامها وستتطور الى ابعد من ذلك ويعظم امرها حتى تتسبب في اسقاط دول وحكومات بإذن الله .
ولا شك ان ما يحدث في ارض الشام هو تطهير لها من شرارها وهذا من علامات الساعة كما جاءت النصوص بذلك ففي الحديث ( لا تقوم الساعة حتى تنفي الشام شرارها ) وهو ما نراه اليوم .
فالشام ايام الملاحم ستكون عقر دار الاسلام وسينزل المسيح عليه السلام على المسلمين في الشام عند حصار الدجال لهم فيقتله بحربته ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ولا يقبل الا الاسلام كما دلت على ذلك النصوص الصحيحة .
ولا شك ان دخول الروس الشام اليوم سيزيد في هذه الفتنة مما يجعلها تأخذ ابعادا اخرى هي لمصلة الجهاد والمجاهدين باذن الله .
فهذه الاحداث فضحت الانظمة الصهيو صليبية المتآمرة مع الصليبيين والمجرمين ضد الامة ودينها فقد انكشف الغطاء وظهر المستور من عوار هذه الانظمة وقذارتها .
وقد بينت من قبل ان فتنة الشام ستمتد الى الجزيرة ولا تنتهي الا بخروج الخلافة بإذن الله , وسينتهي الامر بالناس الى المعسكرات الثلاث التي اخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم معسكر الشام واليمن والعراق .
المحور الثاني مصر
اما عن مصر وما يجري فيها من تمييز وبلاء وفتن فعلى الصادقين من اهل مصر مواصلة جهادهم وكفاحهم السلمي والعسكري لإسقاط نظام الطاغية الذي عظم شره وبغى وطغى وافسد في الارض .
فقد اصبح نظام السيسي اليوم راسا في دعم الثورات المضادة ومحاربة دين الله والمجاهدين في سبيله , وهذا امر طبيعي لان هذا النظام قام بالباطل محاولا وساعيا لإبطال ثورة الاحرار في مصر ولذلك من الطبيعي ان يقوم بدعم الثورات المضادة حتى يعطي لنفسه الشرعية وكما يقال في المثل ( ودت الزانية لو زنت كل النساء ) .
ولذلك على الصادقين من اهل مصر مواصلة محاربة هذا النظام واسقاطه ولا شك انه سيكون هناك ثمن باهظ لاسقاط هذا النظام الطاغي ولا شك ان الئك الذين دعموا الانقلاب سيدفعون ثمنا غاليا لدعمهم لهذا الانقلاب فالدماء التي سالت في مصر لن تضيع هبا وسيقتص الله للمظلومين ولو بعد حين .
واعتقد ان الجميع اليوم ادرك ان نظام السيسي لا بد من مواجهته عسكريا لإسقاطه ولذلك نحن ندعم الجماعات التي تقاتل الان لإسقاط هذا النظام ونسال الله لهم الثبات والسداد .
وكما نبهت من قبل انه لا بد من الحذر والتركيز على ضرب رؤوس الطواغيت واختيار الاهداف بدقة متناهية والبعد عن أي عملية قد تتسبب باستهداف العامة حتى يأذن الله بزوال هذا النظام الطاغي .
وابشر اهل مصر بان السيسي سيسقط قريبا بفضل الله وسيقوم الجهاد في مصر وسيفتح اهل مصر معبر رفح بإذن الله ويصل اليه المجاهدون من كل مكان لنصرة اهل غزة .
وكذلك الرؤى مبشرة بظهور صاحب مصر الذي يسلم الراية للمهدي بفضل الله .
وصاحب مصر رجل طيب صالح وليس السيسي كما يزعم ذلك بعض من الدجالين والنصابين .
اما المحور الثالث فهو ما يتعلق باستراتيجية الدولة في التمدد لإسقاط الانظمة الجبرية ونحن على اختلافنا مع الدولة وما نعتقد فيها من اخطاء اخرت المشروع الجهادي الا ان هذه الاستراتيجية لا سقاط الانظمة جيدة  لو تم عملها بطريقة شرعية صحيحة وتجرد المجاهدون فيها لله  .
ولذلك نحث جميع الحركات الجهادية على العمل بهذه الاستراتيجية نصرة للمستضعفين ولا سقاط الانظمة الجبرية .
فالامة اليوم قد عرفت حقيقة هذه الانظمة وانها هي السبب وراء تخلف الامة وتقهقرها وانه لا مجال للخلاص من هذه الانظمة الا بالقوة ولكن تنقصهم الخبرة في القتال والمواجهة وعدم وجود السلاح الكافي لمواجهة هذه الانظمة .
ولذلك فان استراتيجية التمدد ستؤتي اكلها في حال تجرد المجاهدون لله وكان همهم انقاذ الامة واسقاط الطواغيت لا الزعامة وحب الشرف والسيطرة على الامة .
فاذا تحررت الامة من الانظمة الجبرية وسقط الطواغيت فستقوم الخلافة بإذن الله ويختار الناس امامهم وخليفتهم برضاهم ولن يعدلوا عن قادة المجاهدين والحال هذه .
وانا احث المجاهدين الذين يعملون على مشروع الخلافة الان  عدم التصادم مع الدولة او التصادم فيما بينهم والتركيز على مواجهة الطواغيت واسقاط الانظمة الجبرية حتى يصبح الناس احرارا ويختاروا حكامهم وقادتهم برضاهم .
المحور الرابع
اما ما يتعلق بالحرب الصليبية على المجاهدين اليوم فقد اوضحت من قبل ان هذه الحرب لا يراد من القضاء على تنظيم الدولة فقط بل هي حرب لاستئصال مشروع الخلافة من اصوله .
فأي حركة جهادية لا ترضى بالمشروع السلولي الصهيو امريكي فسيتم اجتثاثها ولذلك نلاحظ ان الروس يقومون الان بضرب جميع الجماعات الفاعلة في الشام التي لها مشروع اسلامي يتعلق بالخلافة الاسلامية وكسر الحدود .
ولذلك يجب التركيز في هذه المرحلة على ضرب الروس والصليبيين واسقاط النظام السوري الخبيث والحذر الحذر من الاختلاف والتنازع بين الجماعات التي تدعو الى اقامة مشروع الخلافة .
ومن الامور الهامة التي يجب على المشايخ والدعاة والاصلاحيين الحذر منها هو البغي في الحديث عن الدولة الاسلامية والحذر من التطرق لهذا الموضوع في وسائل الاعلام , لان المخطط السلولي اليوم يقوم على الافتراء على الدولة وتوحيد اراء الجميع ضدها والتغاضي عن حسناتها وانجازاتها .
فليس هدف الانظمة السلولية بيان اخطاء الدولة كأخطاء شرعية وانما الهدف هو ضرب التيارات الجهادية ببعضها بالدرجة الاولى وتشكيل راي عام ضد الدولة يتحول بعد ذلك الى راي ضد جميع الجماعات الجهادية التي تتبنى مشروع الخلافة وتحكيم الشريعة وبذلك يستطيعون القضاء على المشروع الجهادي بالتعاون مع الصليبيين في ظل دعم المشايخ والدعاة والمصلحين .
فهم الان يستخدمونهم للأسف لتأييد الحملة الصليبية والتعاون مع الصليبيين ضد الجماعات الجهادية والعياذ بالله وقد سقط الكثير من المشايخ والدعاة وحتى بعض الجهاديين في هذا الفخ والله المستعان .
ولا شك ان مجاهدي الدولة لهم فضل كبير واعمال عظيمة قاموا بها في العراق والشام وقاتلوا الصليبيين والرافضة فيها وانقذوا مئات الالاف من المساجين السنة فهذه كلها اعمال يشكرون عليها والله حسيبهم ولن يضيع اجر المحسنين منهم .
المحور الخامس وهو ما يتعلق بإيران والاتفاق النووي معها وقد كان هذا متوقعا فالأزمة الاقتصادية التي تشهدها ايران اضطرتها للجدية في المفاوضات .
ولا شك ان ذلك سيجعل اللعبة لصالح ايران في المنطقة بعد ان تنتعش اقتصاديا خاصة في ظل تفرق السنة واقتتالهم وتناحرهم فيما بينهم بسبب سياسات الانظمة العربية الصهيوامريكة للأسف .
وقد ذكرت قديما من خلال الرؤى ان الدائرة ستدور لإيران في فترة من الفترات وتكون اللعبة لصالحهم حتى تقوم الحرب الكبرى بين الرافضة والسنة التي ستيل فيها دماء لا يعلم قدرها الا الله .
ولكن بفضل الله ستكون الدائرة والغلبة لأهل السنة وستتسبب هذه الحرب في اسقاط انظمة جبرية وظهور اهل الجهاد بفضل الله وكرمه .
وقد حذرت اهل الجزيرة كثيرا من قبل ولكن للأسف لم يهب اهل الجزيرة حتى الان ويستيقظوا من غفلتهم فهم ما زالوا يسيرون خلف النظام السلولي الذي سيوردهم الموارد كما نشاهد اليوم ولا ندم ساعة مندم .
واعتقد ايها الاخوة ان دخول الروس عسكريا في الشام والاتفاق النووي مع ايران سيمهد لظهر العدو المشترك الذي يقاتله المسلمون في حلف مع الروم وذلك عقب قيام الخلافة بفضل الله .
المحور السادس وهو ما يتعلق بأحداث الجزيرة فقد خرجت احداث كثيرة في الفترة الماضية وحصل هناك كر وفر وبدأت النزاعات العلنية تظهر بين ال سعود وظهر مصطلح الاخوياء من اهل العلم وغير ذلك من الاحداث الهامة  .
وقد ذكرت من سنوات من خلال الرؤى ان ستحصل هبة من قبل ال سعود لتدارك سقوطهم ولكنها تكون متأخرة وبعد فوات الاوان وهو ما نشاهده اليوم .
فعلى اخوان المنهج ان يأخذوا حذرهم ففتن الجزيرة لم تبدا بعد وما نشاهده الان ما هو الا فواتح وبدايات يسيرة للفتن المظلمة التي ستسيل فيها دماء لا يعلم قدرها الا الله .
ولا اجد تحذيرا ووصفا للفتن التي ستهب في هذه المرحلة خيرا مما وصف وحذر به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمروا ( فاذا رأيت مكة قد بعجت كظائم وعلا البنيان رؤوس الجبال فقد اظلك الامر ) وفي رواية سأله رجل عن زمان تلك الفتن فقال ( حين لا يامن الرجل جليسه ) ووصاه فقال ( خذ حذرك ) .
واليوم قد بعجت مكة كظائم وعلا الجبال رؤوس الجبال ونحن في عين الزمن الذي لا يأمن فيه الرجل جليسه , فالرجل اليوم يجالسك ويصاحبك ويضحك لك فتثق به فتفاجا به ينقل اخبارك ويشي بك او انه كلب مباحث , فهذا هو الزمان الذي لا يامن الرجل فيه جليسه بعينه والعياذ بالله .
وانا اقول لإخوان المنهج اليوم باختصار شديد خذوا حذركم فقد اظلكم الامر .
وان شاء الله سأتحدث في حلقة مستقلة عن شيء من هذه الفتن وسبل الخروج منها واسال الله ان يعصمنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .











بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة