الخميس، 5 ديسمبر 2013

من الارشيف / المس اسبابه وعلاجه ( الجزء الثالث ) السحر

كتبهاابو حفص ، في 20 يناير 2012 الساعة: 04:55 ص

السحر أعراضه وعلاجه
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين واصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :

***

فقد تكلمت فيما سبق أيها الإخوة في موضوع المس عن العين بنوعيها العين الحسود والعين الودود وبقي أن نتحدث عن السحر وهو اخطر أنواع المس ويضر المصاب بإذن الله .
والسحر كما تعلمون يتم عمله بواسطة السحرة عن طريق اخذ اثر من آثار المسحور من شعر أو ثياب أو غير ذالك وله شيطان يخدمه ولذالك فتأثيره كبير على المصاب .
وللسحر أنواع فمنه العطف والصرف وذالك حسبما يقوم به الساحر والعياذ بالله وكم من بيوت هدمت بواسطة السحر وأناس عانوا لسنوات طوال في حياتهم والسبب السحر .
وللأسف فقد انتشر السحر والسحرة في زماننا هذا وذالك بسبب قلة الوازع الديني لدى الكثير من الناس وانتشار الحسد والبغضاء بينهم مما أدى إلى لجوء ضعاف النفوس والحساد إلى السحرة ليشفوا ما في نفوسهم المريضة من حسد وبغضاء وذالك بالاستعانة بالسحرة المجرمين   .
ولذالك فان على الإنسان أن يأخذ حذره في هذا الزمان ولا يصاحب إلا أهل الخير والصلاح الذين يمنعهم إيمانهم من أذى الناس أو حسدهم على ما آتاهم الله من فضله .
فصحبة أهل الخير والصلاح غنيمة وهبة من الله وصحبة أهل الشر بلاء وشر وفي الحديث  عن أبي موسى قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ) . متفق عليه  .  
ولذالك على الإنسان أن يحرص على مصاحبة الصالحين ويحذر من مصاحبة أهل الشر والجلوس معهم ليصرف عن نفسه أذاهم من من الحسد والسحر وغير ذالك .
والسحر ضرره عظيم على المسحور وقد أمر الله بالاستعاذة من شر النفاثات في العقد وخص السحر والحسد من بين الشرور وذالك لعظمهما فقال ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) .
وقد أصيب النبي صلى الله عليه وسلم بالسحر سحره اليهودي لبيد بن الأعصم فعن عائشة رضي الله عنها قالت  سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال ( أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم اليهودي قال في ماذا قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين فاستخرجه ) متفق عليه .
فالسحر أيها الإخوة يمكن أن يصاب به أي إنسان وذالك لان النبي صلى الله عليه وسلم أصيب به كما رأيتم .
ولكن للتنبيه أيها الإخوة فان السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم هو سحر تخييل وليس قادحا في رسالته ولا مكانته عليه الصلاة والسلام ولم يؤثر في دينه ولا دعوته .
وكان ما حدث له عليه الصلاة والسلام هو غاية ما استطاع السحرة اليهود أن يكيدوه به على عظم سحرهم وكيدهم ومكرهم .
ومن خلال الرؤى التي يرسلها الإخوة تبين أن الكثير من الناس قد ابتلي بالسحر وهو بحاجة إلى العلاج ولذالك فلا بد من معرفة أعراض السحر ليتمكن الإنسان من علاج نفسه بالرقيا أو إتلاف السحر إذا وجده .
 ويكثر السحر في أوساط النساء وذالك بسبب كثرة الجهل والحسد والغيرة وانتشارها بينهن , ولذالك تذهب الكثير من ضعيفات النفوس إلى السحرة إما للتفريق بين الناس أو لتكسب زوجها وتعطفه عليها أو غير ذالك من الأغراض الدنيئة والمنتشرة في زماننا هذا .
من أعراض السحر
وبسبب السحر قد يصاب الإنسان بأمراض مزمنة وعلل متواصلة لا يجد لها علاجا عند الأطباء من الأورام المتنقلة والالتهابات المزمنة وغير ذالك من العلل الأخرى والعياذ بالله .
وكذالك كما ذكرت قد يتسبب السحر بالتفريق  بين الناس وتشتيت الأسر وزرع الشر والفرقة بين الأسرة الواحدة مما يؤدي إلى كثرة المشاكل غير المبررة وتفريق الشمل .
وكذالك قد يتسبب السحر في ترك الوظيفة والعمل والانطواء والانعزال عن الناس .
وكذالك قد يتسبب السحر في عدم استقرار الإنسان في حياته وكثرة تنقلاته وبعده عن صلة رحمه وأقاربه .
وكذالك قد يتسبب بالأمراض المزمنة بأنواعها النفسية والجسمية كما ذكرت سابقا .
طرق معرفة السحر
وليعرف الإنسان هل هو مصاب بالسحر من عدمه فهناك بعض الطرق لمعرفة ذالك ومنها .
أولا : عن طريق الرؤى فالرؤى المفزعة التي يرى الإنسان فيها أمورا مفزعة كان يرى ثعبانا يلتف حول يده ولا يستطيع الخلاص منه وغير ذالك من الرؤى التي يستطيع الرقاة والمعبرون الحكم عليها إذا كانت تشير إلى سحر أو أنها مجرد أحلام .
ثانيا : عن طريق قراءة آيات الرقيا من السحر بنية الرقيا , فيقرا الإنسان على نفسه الآيات التالية :
من سورة البقرة قوله تعالى ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) .
والآيات في سورة الأعراف ( وأوحينا إلى موسى أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) .
والآيات في سورة يونس ( فلما جاء السحرة قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون فلما القوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين , ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) .
والآيات في سورة طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى , قال بل القوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى , فأوجس في نفسه خيفة موسى , قلنا لا تخف انك أنت الأعلى , والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى , فالقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى ) .
والآيات في سورة الشعراء ( قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون , فالقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون , فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون , فالقي السحرة ساجدين , قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) .
هذا بالإضافة إلى المعوذتين , فهما لم يتوعذ بمثلهما قط  .
فإذا قرأ المسحور هذه الآيات تأثر بها تأثرا بالغا وربما لم يستطع إكمالها أو شعر بالرغبة في التقيؤ أو شعر بالنعاس والتجشؤ عند قراءتها .
فإذا حدث شئ من هذه الأعراض عند سماع قراءة هذه الآيات أو رأى رؤى مفزعة فهذا دليل على انه مصاب بسحر وبإمكانه تحليل رؤاه عند المعبرين الرقاة لمعرفة نوع السحر وطريقة العلاج .
ثالثا : يقوم المسحور بإحضار شريط للرقيا من السحر والاستماع إليه أو الاستماع إلى سورة البقرة كاملة فإذا شعر بالبكاء أو الرغبة في التقيؤ أو النعاس وفقدان الاتزان والتأثر البالغ بآيات السحر في سورة البقرة فحينئذ يكون هذا دليلا على أنه مصاب بسحر وبالتالي فان عليه أن يبدأ في علاج نفسه .
فهذه ثلاث طرق لكشف السحر أيها الإخوة بإمكان كل إنسان أن يقوم بها بنفسه ليعرف إن كان به سحر من عدمه .
وأنبه مرة أخرى أيها الإخوة كما سبق أن نبهت من قبل مرارا في المواضيع السابقة بان كل إنسان متى توفرت فيها الإرادة فبإمكانه أن يرقي نفسه بنفسه فيشفيه الله من السحر أو العين وليس العلاج مقصورا على الرقاة فقط كما يظن الكثير من دهماء الناس .
فالأمر هين ويسير على من ييسره الله عليه وبإمكان أي إنسان أن يقوم به متى توفرت فيه الإرادة والرغبة بذالك .
كما أوصي الجميع بعدم الفزع وخاصة الأخوات إذا تبين للإنسان أن به أعراض سحر فالعلاج موجود بفضل الله في كتابه الكريم وبإمكان المسحور أن يتعالج مما به من السحر بواسطة الرقيا .
فالبعض هداهم الله يصيبه الفزع إذا علم أن به مس من سحر أو غيره وربما يحمل الفزع البعض للذهاب للسحرة والمشعوذين ليفكوا ما به من سحر والعياذ بالله فيؤدي به ذالك إلى الوقوع في شباك ساحر آخر .
فالساحر لا يفلح كما قال الله ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) ولا يجوز الذهاب للسحرة لفك السحر كما قرر ذالك أهل العلم .
والشفاء يكون بالرقيا والدعاء والأذكار .
علاج السحر .
أولا : على من به سحر أن يلجا إلى الله ويدعوه أن يشفيه ويفرج عنه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فدله الله على مكان السحر فانطلق مع الصحابة واستخرجوه وقرؤوا عليه المعوذات حتى انفكت جمع العقد .
فالمسحور إذا دعا الله فان الله سيفرج عنه ويشفيه ويريه في المنام مكان السحر فيقوم باستخراجه وفك العقد فيحص له الشفاء بذالك .
فهذه أسرع طريقة لفك السحر وذالك باستخراجه واتلافة وفك عقده .
ثانيا : من لم يعرف مكان السحر فانه يعالج نفسه بالرقيا بآيات السحر المذكورة في الأعلى وذالك بقراءتها بنية الرقيا .
وكذالك عليه أن يقراها على ماء وسدر وترا ويغتسل من ذالك الماء ويشرب منه حتى يحصل له الشفاء بإذن الله .
وكذالك بإمكان المسحور كتابة آيات الرقيا بماء الزعفران وغسلها بماء وشربه والاغتسال منه وسيحصل له الشفاء بإذن الله .
ثالثا : على المسحور الحفاظ على الأذكار والاستماع إلى القران وأشرطة الرقيا من السحر فهي تفيد كثيرا في علاج المسحور وتخفف أعراض السحر الى حد كبير  .
وأسال الله أن يشفي كل من ابتلي بالسحر وان يجزل له الأجر وان يعيذنا وإياكم من شر السحرة والنفاثات في العقد انه على كل شئ قدير .
والله اعلم .
كتبه أبو حفص .


من الارشيف / المس اسبابه وعلاجه ( الجزء الثاني ) .

كتبهاابو حفص ، في 10 يوليو 2011 الساعة: 03:43 ص

 الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد .


***

القسم الثاني من أقسام المس من العين ( العين الحسود ) .
وهذا النوع من المس هو اخطر النوعين وأثره عظيم على نفس وجسم الإنسان إذا تمكن منهما وأعراضه تشبه أعراض السحر وأحيانا تكون أعراضه أعظم من أعراض السحر خاصة إذا كثرت أعين الحساد على شخص في أمر ما .
والكثير من الناس ممن يبتلى بهذا النوع من المس ويعاني من أعراضه لسنوات طوال من عمره وهو لا يشعر انه ممسوس ومصاب بل يظن انه طبيعي وليس به شئ .
ولذالك استثناه الله من بين الشرور وأمر بالاستعاذة به في سورة من أعظم سور القران ولم يتعوذ بمثلها قط .
قال الله تعالى ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) .
فاستثنى الله شر الحاسد وشر النفاثات في العقد من بين جميع الشرور فقوله تعالى ( من شر ما خلق ) يشمل جميع الشرور ومنها الحسد والسحر ولكن لما استثناهما الله علمنا خطرهما .
ومر معنا أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلم ( تعوذوا بالله من العين فان العين حق ) .
وعين الحسود تدخل الجمل القدر وتؤدي إلى الموت بل أكثر من يموت من امة محمد صلى الله عليه وسلم من العين كما مر معنا في الحديث .
فإذا كانت هذه العين تؤدي إلى الموت فما دون الموت من باب أولى .
أعراض عين الحسود .
ولذالك فان أعراض هذه العين تشمل جميع الأمراض المستعصية وغيرها من أمراض الفشل والسكر والضغط وربما تؤدي إلى الشلل والبرص والوقوع في الحوادث والسرطان وغير ذالك من الأمراض الفتاكة .
وكذالك قد تربط الفتاة عن الزواج إذا كثر حسادها وقد تتسبب في الطلاق وتخلي الرجل عن زوجه وأبنائه ونفوره من بيته وأقربائه وقطيعة أرحامه .
وكذالك قد تؤدي إلى التفرقة بين المتحابين والأصدقاء والقطيعة التامة والرهاب الاجتماعي والتخاصم والنزاع وضعف التحصيل الدراسي بل وترك الدراسة .
وتؤدي إلى خسران الوظيفة وعدم الاستقرار في العمل والنزاع مع الناس والأقارب والأصدقاء على أتفه الأسباب وسوء الخلق وضيق الصدر وغير ذالك من الأعراض .
ومن اخطر هذه الأعراض التي سببها الحسد وأعظمها شرا ما يكون في دين الإنسان واستقامته وصلاحه والعياذ بالله .
حيث يؤدي الحسد إلى انتكاس الإنسان المستقيم وانحرافه عن جادة الحق ووقوعه في المحرمات والمعاصي وربما ترك الصلاة والوقوع في الفواحش والموبقات وهذا في المراحل المتقدمة من الحسد إذا تمكن من نفس الإنسان وجسمه .
وكذالك يؤدي الحسد إلى انتكاس الدعاة وانحرافهم وفي المراحل المتقدمة منه يؤدي بهم إلى ترك الدعوة بالكلية والانعزال عن الناس من غير سبب شرعي صحيح , بل تجده يعتقد انه مصيب ويأتي ببعض المبررات الغير مقنعة لذالك .
وكذالك يؤدي الحسد إلى انحراف المؤمن العابد وترك العبادة وقراءة القران والتكاسل عن الطاعات وترك قيام الليل وصلاة النافلة حتى يكون أداء العبادة أثقل عليه من جبل .
وكذالك يؤدي إلى نفور طالب العلم من مجالس الذكر وترك طلب العلم وصعوبة الفهم والاستنباط وضعف الذاكرة والتحصيل العملي بعد أن يكون نابغة في العلم يستحضر الأدلة والمسائل العلمية وكأنما هي بين عينيه .
وكذالك يؤدي بالعلماء والمشايخ إلى الوقوع في الأقوال الشاذة وترك طريقة السلف الصالح ونهجهم والركون إلى الدنيا والمجرمين .
وكذالك يؤدي الحسد إلى الإصابة بالأمراض النفسية بأنواعها من الوسواس القهري وجنون العظمة والكبر والعجب والتعالي على الناس واعتقاد الكمال في نفسه وربما ادعاء المهدية وغير ذالك من الأمراض النفسية .
وكذالك يؤدي هذا النوع من الحسد إلى زيادة تأثير الأمراض العضوية التي يكون الإنسان مصابا بها فمثلا من كان مصابا بالزكام يؤدي الحسد إلى تضاعف أعراضه عليه بشكل كبير حتى يضطر إلى الذهاب إلى المستشفى .
وكذالك من لديهم أمراض عضوية مزمنة كالربو وكتمة الصدر وفقر الدم وغير ذالك فان الحسد يضاعف أعراض هذه الأمراض والمريض يظن أن هذا طبيعي ولا يعلم أن مضاعفته من اثر العين , وفي هذه الحالة يحتاج الإنسان إلى أن يجمع بين الرقيا الشرعية وبين العلاج الطبيعي للمرض .
بعض المسائل المتعلقة بالحسد
والحسد يعظم خطره إذا كان مصدره رجل كبير في السن فعين الشيخ الكبير مدمرة جدا خاصة إذا كان المصاب صغير السن فان هذه خطرها قد يكون اشد من خطر السحر عليه .
فقد يحسد شيخ كبير في السن رجل صغير في وظيفته و عمله خاصة إذا كان مسؤولا عليه فتجده لا يستقر في عمل بعد ذالك أبدا وتنقلب حياته رأسا على عقب بسبب حسد هذا الرجل .
وكذالك الدعاة إلى الله الذين يناصحون من هم اكبر نهم سنا من العلماء وغيرهم يدركهم هذا النوع من العين إذا لم يتبعوا الأسلوب المناسب في النصيحة ولم يكونا على قدر كبير من الإيمان والتعلق بالله .
ويكون تأثير الحسد على الإنسان اشد خطرا إذا كان من الأقارب وخاصة إذا كان من احد الوالدين فان المحسود لا يكاد ينجو منه مهما فعل وذالك لان الأقارب يعرفون نقاط ضعف قريبهم أكثر من غيرهم فيستغل الشيطان الذي يخدم العين ذالك للوصول إلى مراكز الجسم الحساسة فيدمرها ويعطلها .
وكذالك الحسد يتبعه شيطان يخدمه ويدخل إلى جسم الإنسان , ويتربص بالتقي الدوائر حتى يجده في حالة ضعف فيدخل إليه وتصيبه العين .
فالحسد لا يزول بمرور الوقت ولكن يبقى يتربص بالإنسان حتى يدركه بخلاف العين الودود التي قد تكون آنية وتزول بزوال سببها .
أسباب الإصابة بعين الحسود .
الأسباب كثيرة ولكن من أبرزها أن يصاب الإنسان بالحسد من صغره خاصة إذا لم يكن والداه يهتمان بتعويذه من صغره ويبرزان تفوقه ويذكران ايجابياته ويباهيان به الناس .
فالكثير من الناس تجد ان به مس قديم وهو لا يشعر بذالك ويعرف هذا من خلال الرؤى حيث يجد ان رؤيا تتكرر عليه بشكل دائم من صغره كان يرى نفسه لا يستطيع المشي إلا بصعوبه مع محاولته لذالك بأقصى ما يستطيع وغير ذالك من الرؤى التي تدل على إصابته بمس قديم .
وكذالك من أهم أسباب الإصابة بعين الحسود هو البعد عن ذكر الله والغفلة عنه والوقوع في المحرمات فشيطان الحسد قد لا يتمكن من الدخول إلى الإنسان وهو محصن أو وهو قوي الإيمان خاصة الدعاة والعباد والمجاهدون فهؤلاء يجد الشيطان صعوبة في الدخول إليهم ولكنه يستغل فترات الضعف ليتمكن من الدخول إلى الإنسان .
فالإنسان عندما يكون في حال معصية تصيبه العين بسهولة ويدخل الشيطان إليه , بخلاف الإنسان الذي يهتم بالأذكار ويحافظ على صلاة الجماعة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وكذالك من أهم أسباب الإصابة بالحسد وخاصة للدعاة والأفاضل ترك عمل صالح كان يداوم عليه المصاب كقيام الليل والأذان وإلقاء المحاضرات وغير ذالك من الأعمال الصالحة ولا يعوضه الإنسان بعمل أقوى منه أو مثله .
فهذا في الغالب تصيبه أعين الناس القديمة وتدركه وينال منه الشيطان .
وكذالك العين مما يبتلى بها الدعاة والمشهورون والمشمرون عن سواعد الجد فهؤلاء إذا ضعفوا عن العمل تدركهم أعين الناس والعياذ بالله حتى ينتكسوا عما كانوا عليه أو يضعفوا ضعفا شديد ا .
ومن أهم أسباب الإصابة بعين الحسود الأقران وهذه لا ينتبه لها أكثر الناس وتجد الواحد يظن انه لا يمكن أن يؤتى من أقرانه ويتعامل معهم وكأنهم إخوانه ولا يخفي عنهم أموره فتدركه أعينهم خاصة إذا كان متفوقا عليهم باستمرار ومشهور بين الناس فان هذا في الغالب سيعاني من حسد الأقران وأعينهم والتي قد تلاحقه مدى حياته حتى تدركه في حال ضعف .
وهذا يمكن معرفته من خلال الرؤى أن يرى بعضهم في أوضاع سيئة في المنام باستمرار ويتكرر عليه رؤية بعض منهم باستمرار فهذا علامة على أنهم هم المتهمون .
وكذالك من أسباب الإصابة بالحسد إظهار الصفات التي يتميز بها الإنسان والتباهي بها أمام الناس فهذا بلا شك سيجعل نفسه عرضة للإصابة بأعين الناس وحسدهم وزوال تلك النعم .
وهذا يكثر بين النساء وخاصة في الاجتماعات العامة وصالات الأفراح فتحسد المرأة المميزة إما لجمالها أو شهرتها أو غير ذالك فتدركها أعين النساء .
وبعض النسوة هداهن الله لا يحرصن على اللباس المحتشم أمام بعضهن وللأسف بعضهم يأخذ بالفتوى الخاطئة التي تقول أن عورة المرأة بالنسبة للمرأة كعورة الرجل بالنسبة للرجل والعياذ بالله .
وهذه فتوى خاطئة فلا يجوز للمرأة أن ترى من المرأة إلا مواضع الوضوء فقط وهي الرأس والذراعين والقدمين أما سوى ذالك فلا يجوز للمرأة أن تظهره أمام النساء .
وبسبب عمل البعض بهذه الفتوى الخاطئة وقع الكثير من النساء في شراك العين والحسد فبعضهن عطلت عن الزواج وبعضهن ابتلين بالمس العاشق وبعضهن يعانين من أمراض مزمنة وغير ذالك من البلاء النازل بالنساء بسبب عدم الحشمة في اللباس .
وكذالك من أسباب الإصابة بالعين تباهي الإنسان بما يمكلك كتباهيه بسيارته والاعتناء الزائد بها مما يجعلها عرضة للعين والحسد وكذالك المبالغة في أمور الزينة والكماليات في المنزل أو غير ذالك مما يملك الإنسان فتدركه عين حسود فتفسد عليه تلك المنفعة فلا ينتفع بها أبدا وربما قد تضيع منه فلا يجدها وكلما ملك أخرى ضاعت منه وهكذا .
وكذالك من أهم أسباب الإصابة بالعين عدم إدراك الإنسان لخطر العين أو أن به صفة مميزة ملفتة للناس فتدركه أعينهم وهو لا يشعر بذالك وربما يتكدر صفوه وتفسد حياته من جراء حسد الناس وهو لا يشعر أصلا انه مبتلى ومصاب بالمس .
وكذالك من أهم أسباب الإصابة بالمس صحبة الغيورين فبعض الناس به غيرة شديدة ولا يريد احد أن يتفوق عليه في شئ فصحبة هذا النوع من الناس من أهم أسباب الإصابة بالعين والعياذ بالله .
وكذالك بعض الناس مشهورين بالحسد وخبث النفس فالبعد عن هؤلاء غنيمة وعدم إظهار الفضائل أمامهم هو الحل الأمثل للوقاية من شرهم .
رؤى المصابين بعين الحسود  .
الممسوس يرى رؤى تبين انه ممسوس ومن تابع رؤى الإخوة والأخوات التي عبرت لهم بأنهم مصابون بالمس فسيعلم حجم خطر المس وأهمية الاعتناء بعلاجه .
فالممسوس والمصاب بالحسد يرى الأحلام المزعجة والمفزعة في نومه ويرى الحيوانات المفترسة التي تنظر إليه أو تطارده  وفي الحالات المتقدمة يشعر بضيق في الصدر وربما ينقطع نفسه أثناء النوم ويقوم وهو مرعوب ويستمر الرعب في صدره حتى بعض استيقاظه بفترة وبعضهم يشعر وكان جبلا على صدره أثناء النوم .
العلاج من الحسد  .
العلاج من الحسد أيها الإخوة يختلف باختلاف السبب الذي يصاب الإنسان بالحسد من اجله ولكن الخطوة الأولى في طريق العلاج هي أن يعرف الإنسان انه مصاب بالمس وانه بحاجة إلى علاج .
فالكثير من الناس يجهل موضوع المس من أساسه ناهيك أن يقر بأنه ممسوس ومصاب وبحاجة إلى علاج .
وعلى كل حال فكل حالة تحتاج إلى وصف لعلاج يناسبها ولكن سأذكر بعض الأمور العامة التي تناسب المحسودين بشكل عام .
1 -   البعد عن المحرمات وعدم الغفلة عن ذكر الله والمحافظة على الأذكار  .
2 – قراءة سورة البقرة وال عمران والأعراف من قوله تعالى ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) إلى قوله ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) الآية .
ومن سورة المائدة قوله تعالى ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) الآية إلى قوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) .
ومن سورة مريم الآيات من قوله تعالى ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) إلى قوله تعالى ( ثم لنحن اعلم بالذين هم أولى بها صليا ) .
ومن سورة الكهف قوله تعالى ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا اقل منك مالا وولدا ) .
وكذالك خواتم سورة الحشر , ومن سورة القلم قوله تعالى ( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين ) .
وقراءة المعوذات وهي أهم السور التي يعالج بها الممسوس وكذالك سورة الإخلاص والكافرون وكذالك سورة الفاتحة .
وغير ذالك من آيات الرقى .
3 – الاستماع إلى أشرطة الرقيا فهي نافعة جدا وعلى الإنسان المصاب أن يحضر أشرطة الرقيا لأكثر من قارئ يحب الاستماع إليه ويسمعها بشكل دائم ي البيت والسيارة وسيجد تحسنا كبيرا .
وفي الحالات المتقدمة من المس يشعر الإنسان بنعاس شديد عند الاستماع إلى آيات الرقيا وربما ينام مباشرة بعد تشغيل الآيات  وكذالك تدمع عينيه فعليه أن يواصل وهذا دليل تأثره بالرقيا  .
واعرف بعض الإخوة كان لا يشغل القران وهو مسافر بسيارته خوفا من النوم أثناء القيادة !!
4 – الإكثار من قراءة سورة البقرة وخاصة للحالات المتقدمة ويكررها دائما يواظب على ذالك لعدة أشهر وسيرى نتيجة عجيبة .
5- قراءة آيات الرقيا على ماء زمزم وزيت زيتون يقرا وينفث عليها ويشرب منها ويغتسل بشكل دوري مرتين أو أكثر من ذالك في اليوم حتى يحصل الشفاء التام .
6 – لو شعر الإنسان بخفة فعليه أن يواصل الرقيا حتى يزول المس ويحترق الشيطان الخادم , فهو خبيث يتوارى مع الرقيا ليوهم المرء انه قد شفي فإذا ترك الرقيا عاد اشد عليه من السابق .
7- أكثروا من الصيام والرقيا أثناء الصيام فالشيطان أذل ما يكون وقت الرقيا والرجل صائم فان ذالك اشد شئ عليه وأذل شئ .
8 – استغلوا رمضان القادم للرقيا وليحرص الإنسان على الاعتكاف من اجل التفرغ لقراءة القران فسيجد نشاطا عجيبا وتحسنا كبيرا ولكن عليه أن يواصل الرقيا بعد رمضان لا الشيطان التابع سيوهمه انه قد شفي ولا داعي لمواصلة الرقيا .
9 – استغلوا أوقات العمرة في قراءة آيات الرقيا فهو نافع بشكل كبير .
10 – عليكم بالدعاء واحتساب الأجر فكم من أناس شفوا من المس والأمراض المستعصية بالدعاء .
11 – من ابتلي بالحسد لأجل دينه فعليه أن ينظر من أين أتي فإذا كان ترك عبادة كان يداوم عليها فليرجع إليها وعليه أن يجاهد نفسه للقيام بما كان يقوم به من أعمال صالحة مع الرقيا الشرعية فمع مرور الوقت والمجاهدة سيجد نفسه بدا يخف ويتحسن ويعود إلى سابق عهده .
12 – الابتعاد عن الحساد وأصحاب الغيرة والحذر منهم ومن مجالستهم وخاصة إذا كان هذا من الأقران وممن ينافسك .
أسال الله سبحانه وتعالى أن يعصمنا وإياكم من الشرور والفتن وان يرزقنا العفو والعافية في ديننا وأهلنا وأموالنا وان يجنبنا وإياكم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن انه جواد كريم .
والله اعلم .
كتبه أبو حفص 

من الارشيف/ المس اسبابه وعلاجه ( الجزء الاول )

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :

***

مقدمة :
فان المس من الأمراض التي انتشرت في زماننا وعظم شرها وخطرها وذالك لغربة الدين في هذا الزمان وكثرة التحاسد بين الناس وذالك لوجود الطبقات في المجتمعات وانتشار الظلم وكثرة الشهوات والفتن .
والمس يصيب الإنسان بسبب السحر أو الحسد أو العين , أما السحر فسأفرد له موضوعا مستقلا وسيكون حديثي في هذا الموضوع عن الحسد والعين .
وموضوع  المس من الحسد والعين موضوع متشعب والتفصيل فيه يطول ويستحق أن نفرد له قسما مستقلا ولكن سأكتفي في هذا الموضوع ببعض الإشارات عن المس التي تهم الجميع ليحذروا من المس ويسعوا في طلب الرقيا والعلاج .
خاصة بعد كثرة الرؤى التي تدل على إصابة الكثير من الإخوة والأخوات بالمس والتي عبرتها لهم , وبالتالي فان هذا الموضوع جدير بالاهتمام والبحث .
والحسد من الأمراض التي انتشرت في زماننا وعظمت وذالك لبعد الناس عن الدين وتعلقهم بالدنيا وتنافسهم فيها فهو الداء العضال الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ولذالك كثر المس في زماننا هذا .
 عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم انتم ؟ ) قال عبد الرحمن بن عوف : نقول كما أمرنا الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أو غير ذالك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون – أو نحو ذالك – ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ) رواه مسلم .
وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (  دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )  رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما وحسنه الالباني .
وقد أمر الله بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد وذالك لعظم خطر الحسد , وعين الحسود قد استثناها الله من الشرور وما ذالك إلا لعظمها .
قال الله تعالى ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) .
فاستثنى الله الحسد وشر النفاثات في العقد من بين جميع الشرور فقوله تعالى ( من شر ما خلق ) يشمل جميع الشرور ومنها الحسد والسحر ولكن لما استثناهما الله علمنا خطرهما .
والعين حق كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي على قسمين عين ودود وعين حسود , وعين الحسود خطرها عظيم ووقعها اشد .
بل إن أكثر من يموت من امة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب العين كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم  .
ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  ( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه  كتاب الله و قضائه و قدره بالأنفس ) . حسنه الألباني . وفي رواية ( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب والله وقضائه وقدره بالعين ) .
فإذا كانت العين تسبب الموت فما دون الموت أولى بلا شك ففي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر ) حسنه الألباني .
وعن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (استعيذوا بالله من العين فإن العين حق ) . صححه الالباني .
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العين حق فلو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا ) رواه مسلم .
والنصوص الواردة في العين والمحذرة منها كثيرة ويتبع العين شيطان يخدمها فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم ) .
ولذالك فان من يصاب بالعين فإنما يصاب بشئ من المس وذالك لوجود الشيطان الذي يحضر هذه العين ويخدمها .
أقسام المس من العين :
القسم الأول وهو العين الودود :
وهذه تحصل أحيانا من غير قصد وقد تكون من اقرب الناس من الوالدين والزوجة والأصدقاء والطلاب وغيرهم من الناس .
وهذه العين لها أسباب كالغيرة الزائدة أو المحبة والتعلق بالمصاب أو الإعجاب وتكون أعراضها حسب السبب الذي تحدث لأجله العين .
فمثلا قد تصيب الأم ابنتها بالعين بسبب إعجابها بها وعدم ذكر الله عند رؤية ما يعجبها منها وقد يصيب الأب كذالك ابنه أو ابنته لنفس السبب وهو لا يشعر .
وكذالك قد تصيب الزوجة زوجها بالعين بسبب الغيرة الزائدة أو الإعجاب .
وكذالك قد يصيب الطالب أستاذه بالعين بسبب الإعجاب فأكثر من يبتلى بهذا النوع من العين هم الأساتذة والدعاة والمشهورون بين الناس ومن فيهم صفات مميزة بين الناس أيا كانت سواء كان علما أو جمالا أو مالا أو شهرة أو غير ذالك من الأمور الجذابة .
أعراض هذا النوع من العين .
تختلف أعراض هذ النوع من العين باختلاف السبب الذي حصلت العين لأجله .
فمثلا من ابتلي بالإعجاب تحصل لديه العديد من الأعراض كارتفاع الشهوة بشكل كبير وارتفاع في حرارة الجسم وصداع وعدم تركيز وكثرة الاحتلام بل ربما الوقوع في العادة السرية وإدمانها وغير ذالك من الأعراض .
ويرى منامات تدل على إصابته بعين معجبة كان يرى من أصابه بالعين يقبله أو يلمسه في منامه تقبيل ولمس شهوة أو يجامعه أو ينظر إليه بإعجاب وغير ذالك من الأمور ولكن ليس شرطا أن يكون تعبير الرؤى من هذا القبيل  أنها عين فكل رؤيا بحسب سياقها ولكن هذا هو الغالب  .
ومن أصيب بعين بسبب الغيرة فتحدث لديه أعراض كالنفور من شخص معين لا يتقبله ولا يجد سببا مقنعا لذالك ويكون هذا الشخص في الغالب هو المتهم بالعين .
وكذالك من ابتلي بهذا النوع من العين في الغالب يشعر بضيق في الصدر وارق وآلام متنقلة في الجسم .
والحاصل هنا أن أعراض هذا النوع من العين تكون مختلفة حسب السبب الذي حصلت العين لأجله فليس شرطا لمن أصيب بهذا النوع من العين أن تكون فيه كل الأعراض المذكورة سابقا .
علاج هذا النوع من العين .
ولعلاج هذا النوع من العين على الإنسان أولا تجنب إظهار ما عنده من أمور حسنة هو متميز فيها لئلا يصاب بأعين الناس .
فمن وهبه الله أمرا مميزا من بين الناس فعليه أن يحرص على عدم إظهاره أو المباهاة به بين الناس ومحاولة إخفائه قدر الإمكان .
فهذا يعقوب عليه السلام أوصى أبناءه إذا وصلوا مصر ألا يدخلوا من باب واحد وذالك خوفا عليهم من العين .
قال الله تعالى ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شئ ) الآية , فامتدحه الله على ذالك فقال ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وانه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
فمن ابتلي بجمال المنظر فعليه أن يحرص على عدم إظهاره بين الناس وان يتستر في لبسه وان يبتعد عن الأماكن التي يكون فيها النساء .
وكذالك الأولاد الذين فيهم هذه الصفة الواجب تعليمهم الحرص على ا للباس المحتشم وعدم الاعتناء بالتجمل الزائد لئلا يصابوا بالعين وهم لا يشعرون .
وكذاك على الوالدين أن يقوموا بتحصين أطفالهم بالأذكار وتعليمهم إياها وحثهم على المحافظة عليهم لتكون وقاية لهم من العين بإذن الله .
وهكذا فان هذه قاعدة للوقاية من هذا النوع من العين أما من أصيب بها فعليه بالرقيا وذالك بقراءة المعوذتين والإخلاص وقراءة سورة البقرة وسورة النور ومريم والفاتحة وصدر سورة الصافات ومن سورة الأعراف ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ) إلى قوله تعالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) الآية .
وغير ذالك من آيات الرقيا , وحبذا لو تقرا على ماء وزيت زيتون والأفضل أن يكون ماء زمزم مرتين في اليوم أو أكثر من ذالك وتشرب ويغتسل منها .
وأحب أن أنبه هنا انه لا يجوز سوء الظن بالناس أو قطع العلاقة معهم بسبب الظن أنهم من أصابوك بالعين ولكن على المبتلى بهذا النوع من المس أن يبذل الأسباب التي ترد هذه النوع من العين وعليه أن يلزم الرقيا والتحصن بالأذكار حتى يصرف الله عنه هذه العين .
وكذالك على الإنسان عدم الوسوسة في موضوع العين فبعض الناس يجعل كل شيء يصيبه بسبب العين ويلقي التهم على الناس جزافا في كل ما يصيبه فهذا خطا قد يؤدي  بالإنسان إلى سوء الخلق وسوء الظن المذموم بالناس .
فعلى الإنسان التحصن  بالأذكار وبذل الأسباب ومن وجد في نفسه اعراض المس فعليه بالرقيا حتى يشفى  بإذن الله .
والله اعلم .
يتبع إن شاء الله .
كتبه أبو حفص .

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة