السبت، 30 نوفمبر 2013

ثورة بلاد الحرمين في ضوء الرؤى وصدى الأحداث ( الحلقة العاشرة ) .

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على خاتم النبيين وإمام المرسلين وقائد الغر الميامين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :
***
فسيكون حديثي في هذه الحلقة عن عدة محاور , المحور الأول عن المقابلة التي أجريت مع الشيخ وليد السناني فك الله أسره وكذالك عن تثبيت حكم السجن لمدة خمسة عشر عاما بحق الشيخ سليمان العلوان وفقه الله وفرج عنه , وأما المحور الثاني فسأتحدث فيه بإذن الله عن التقارب الدبلوماسي بين أمريكا وإيران وموقف دول الخليج من ذالك , وأما المحور الثالث فسأتحدث فيه عن خطر التغريب على جيل الشباب في بلاد الحرمين ودول الخليج والعالم العربي والإسلامي بصورة عامة , ولعب الطواغيت على عامل الوقت من اجل ذالك  .
أما عن المحور الأول فأقول مستعينا بالله لاشك أن المقابلة التي أذيعت في برنامج الثامنة للشيخ وليد السناني تدل على انحطاط وسفالة النظام الحاكم في بلاد الحرمين وانه أصبح فاقدا لكل معاني الشرعية والأخلاق .
فالبرغم أن الشيخ لم يكن موافقا على إجراء الحوار وضغط عليه من اجل القيام به وذالك باعترافه إلا أن النظام السلولي قام بإذاعته ونشره ولا شك أن هذا انحطاط أخلاقي واضح وكذالك تم حذف أجزاء من اللقاء بزعم أن فيها إساءة لبعض الناس وأنها غير صالحة للنشر وهذا يتنافى مع المهنية الإعلامية .
الأمر الآخر هو اختيار برنامج الثامنة ومقدمه داوود الشريان لعمل المقابلة مع الشيخ وكما تعلمون أن هذا البرنامج أكثره هياط وصراخ ومقدمه يفتقد إلى الكثير من المهنية الإعلامية ولا يليق أبدا أن يقوم مذيع مثله بإجراء المقابلة مع الشيخ أو احد من أهل العلم والفضل .
وقد اقر داوود الشريان نفسه انه ليس أهلا للحديث في المسائل الشرعية ومع ذالك تناقض وخطا الشيخ في بعض ما يقول بطريقته المعتادة في الهياط وعدم الموضوعية .
 وكذالك لم يعط الشيخ الوقت الكافي للاستطراد في المسائل التي أثارها المقدم مما يدل على أن هذه المقابلة هدفها الأول هو تشويه صورة الشيخ في أعين عامة الناس وإظهاره بمظهر غير لائق , وان النظام عرض على الشيخ إطلاق سراحه أكثر من مرة بشرط أن يوقع على تعهدات تضيق من حريته وتمنعه من الدعوة إلى الله وبيان أخطاء النظام وقد رفض الشيخ ذالك , وبالتالي يريد النظام القول للناس أن الشيخ هو الذي يتحمل مسؤولية بقائه في السجن كل هذه المدة وليس النظام !
وكذالك أثار الشريان بعض المسائل التي تدل على خبثه وان هدفه تشويه صورة الشيخ في أعين العامة كمسالة عدم تعليمه أبنائه في المدارس النظامية بسبب فساد المناهج ووجود بعض الأمور الباطلة فيها كالأمور التي تدعو إلى القومية والوطنية وغيرها وإنكاره على الشيخ في هذا بطريقة الهياط والصراخ التي لا تليق بمقدم برنامج محترم خاصة إذا كان الحديث مع احد من أهل العلم والدعوة .
وهذا الأمر الذي يراه الشيخ ليس بجديد بل إن الكثير من علماء نجد وغيرهم كانوا يرون ذالك ويحثون طلاب العلم على طلب العلم في الكتاتيب وتلقيه من حلق المشايخ ودروسهم في المساجد ولا يحثونهم على طلب الشهادات , ثم تغيرت آراء البعض منهم بعد ذالك مع مرور الوقت وتغير الزمان كما هو معروف عند أهل العلم .
وكذالك كبار أهل العلم تلقوا العلم في الكتاتيب وما كان عندهم مدارس أو جامعات ولو قارنت الواحد فيهم بطلاب الجامعات الشرعية فستجده يزن العشرات أو المئات من طلاب اليوم علما وفضلا وفقها .
فالحاصل هنا أيها الإخوة أن هذه المسائل والقول الذي يراه الشيخ ليس بغريب أو ينقص من قدره كما أراد أن يظهره مقدم البرنامج بغض النظر لو اتفقنا مع الشيخ في ذالك أو اختلفنا معه .
بل إن رأي الشيخ الصلب فيما يتعلق بالوطنية والقومية والجنسيات وغير ذالك من الأمور التي قل أن تسمع من ينتقدها ويبين الحق فيها في هذا الزمان يدل على انه من الجيل الأول الذي عز وجوده في هذا الزمان وعلى أصالة الشيخ وقوته في الحق نحسبه كذالك فأسال الله أن يثبته على ذالك وان يرفع درجته ويجزل له الأجر والمثوبة وان يفك أسره عاجلا غير اجل .
أما توقيت بث هذه المقابلة في وقت الأمطار والسيول وما أعقبها من كوارث فضحت الفساد في مشاريع البنى التحتية والطرق فتم بثها لإشغال الناس ولصرفهم عن الحديث في آثار الأمطار والفساد القائم في المشاريع المنفذة وعدم وجود الصيانة لمشاريع البنى التحتية بالرغم من المليارات التي صرفت عليها وعلى عقود صيانتها  !؟
وعلى كل حال أيها الإخوة أنا أدعو جميع المعتقلين إلى عدم القبول بأي مقابلة مع وسائل الإعلام السلولي وكذالك أدعو المشايخ إلى عدم القبول بأي مناظرة من مشايخ السلطان إلا أن تكون علنية يديرها شخص محايد غير تابع للنظام السلولي .
فإذا كان النظام السلولي يريد إظهار الحقيقة فعلا فلماذا لا يقوم بعمل مناظرات علنية يراها الناس حتى يحكموا عليها وتظهر لهم الحقيقة كاملة وكذالك إذا أراد إظهار قضية احد المعتقلين بصدق فعليه أن يسمح للإعلام المحايد بإجراء مقابلات مع المعتقلين ليبين حقيقة ما تعرضوا له .
 أما هذه المقابلات التي قام بها النظام السلولي عبر أبواقه في الإعلام مع الشيخ وليد وغيره من المعتقلين إنما هي جريمة من الجرائم ودليل جديد على الانحطاط الأخلاقي للنظام وفقدان الشرعية .
وأما ما يتعلق بتثبيت الحكم بالسجن خمسة عشر عاما بحق الشيخ سليمان العلوان وفقه الله فهذا ليس بغريب على النظام السلولي وأحذيته من قضاة النار بل هو المتوقع .
فهذه المحاكمات التي تجري لأهل العلم الأحرار الصادعين بما يعتقدونه من حق هي محاكمات باطلة وأحكامها جاهزة ومعدة مسبقا ولذالك اعتقد أن التجاوب مع هذه المحاكمات خطا فهو ضرب من ضروب العبث .
فالنظام هو المدعي وهو القاضي وهو الجلاد فأنى لمحاكمات كهذه أن تكون عادلة أو تقيم حقا أو ترد مظلمة ؟!
فاعتقد أن الواجب على من يحاكم من المشايخ أن لا يعترف بهذه المحاكمات من أساسها وان لا يتجاوب مع المحكمة ولا مع قضاتها وان يبين للقضاة عدم شرعية محاكماتهم وأنهم ما هم إلا دواب وأحذية للطواغيت وان يعرفوهم قدرهم .
ويجب في الحقيقة على الدعاة وأهل العلم والمجاهدين ومختلف فئات الشعب وعلى الأمة بصورة عامة مناصرة هؤلاء المعتقلين من أهل العلم والوقوف معهم وتدويل قضاياهم حتى يحرجوا النظام ويفضحوه ويرغموه على إخراجهم من سجونهم ورد مظالمهم وحقوقهم .
فمصيبة الناس اليوم في بلاد الحرمين نظام يقوم عليه ديناصورات خرفة حاقدة أعماها الحقد والجهل فغالبية شعوب الأرض بمختلف أجناسها تجاوزت هذه العقلية الديناصورية الفرعونية الطاغية المهترئة وما زال هذا النظام يعيش بهذه العقيلة ولا يعلم أن الحجة إنما تواجه بالحجة وان ما يقومون به من ظلم وطغيان وبغي واعتقالات لن تزيدهم إلا ذلا وتضعضعا ولن تزيد الأحرار وأهل الحق إلا ثباتا وشرفا وسؤددا .
وطول أعمار هؤلاء الطغاة اعتقد انه بسبب دعاء الناس عليهم بطول العمر ! وهنا قد يقول قائل وهل الدعاء للإنسان بطول العمر هو دعاء عليه ؟! فأقول نعم فالدعاء بطول العمر لا يعد صالحا إلا إذا قرن بطاعة الله !
فقد ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله ) , فمفهوم الحديث أيها الإخوة أن شر الناس من طال عمره وساء عمله .
فالدعاء بطول العمر لا يعد صالحا إلا إذا قرن بطاعة الله فإذا دعا الإنسان لأخيه بطول العمر فليقرنه بطاعة الله ويقول له أطال الله عمرك في طاعته فحينئذ يكون صالحا .
أما هؤلاء الطواغيت فالناس يدعون عليهم بطول العمر ولذالك والعياذ بالله تطول أعمارهم فالواحد منهم يقعد للناس تسعين أو مائة سنة لا ينشط فيها إلا في المخازي والعياذ بالله فأسال الله أن يريح الأمة من شرورهم واقترح إبدال الدعوة عليهم بدل الدعوة بطول العمر أن يدعو عليهم بقصر وخسف العمر حتى يعجل الله بزوالهم و يريح  الأمة منهم عاجلا غير اجل .
وانتقل للحديث عن المحور الثاني أيها الإخوة وهو ما يتعلق بالتقارب الأمريكي الإيراني والذي اقض مضجع النظام السلولي وأنظمة الخليج الأخرى وكانت لهم تصريحات ومواقف رافضة لهذا التقارب وكذالك لم يخفوا قلقهم من امتلاك إيران للأسلحة النووية ولذالك فهم يدفعون الغرب إلى عدم التساهل مع إيران بشان برنامجها النووي .
ولكن اعتقد أيها الإخوة أن هذا التقارب نابع في الوقت الراهن من مصالح اقتصادية بحتة كما ذكر ذلك الدكتور عبد الله النفيسي الخبير في الشؤون الإيرانية .
فإيران تعاني اقتصاديا وعملتها في تدهور مستمر ولا تستطيع الاستفادة من عائدات النفط بشكل كبير بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الغرب ولذالك فهي تبحث عن حل سياسي يخرجها من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها بأي ثمن .
وكذالك أمريكا مثقلة اقتصاديا وديونها وصلت إلى بضعة تريليونات من الدولارات وهذه أرقام فلكية إذا عجزت أمريكا عن سدادها فلاشك انه سيدخل العالم في أزمة اقتصادية كبرى وربما يؤدي إلى انهيار النظام الرأسمالي باكلمه .
ولذالك فان أمريكا في الوقت الحالي تفكر بعقلية اقتصادية بحتة وتحاول تجنب الدخول في صراعات تؤدي إلى استنزافها اقتصاديا وإيران تملك الكثير من الأوراق التي تضغط من خلالها على أمريكا ومواجهة إيران عسكريا ليس في صالحها على الإطلاق .
أما هل سيؤثر هذا التقارب على العلاقة الأمريكية مع النظام السلولي وأنظمة الخليج الأخرى وهل هو صفقة بين أمريكا وإيران لتقاسم المنطقة فهذا سابق لأوانه الآن فالقضية اقتصادية بحتة , ولكن لا يعني هذا انه لا يمكن تتم صفقة بين أمريكا وإيران لتقاسم المنطقة إذا رأت أمريكا أن هذا سينعشها اقتصاديا ويحقق لها أهدافها في المنطقة بشكل أفضل من التعاون مع الأنظمة العميلة الصهيو أمريكية في المنطقة .
فأمريكا ودول الغرب ميكافيليين بالدرجة الأولى وعلاقاتهم تدور مع مصالحهم الاقتصادية وبإمكانهم استبدال حلفائهم متى دعت الضرورة إلى ذالك .
ولكن المضحك في الأمر أيها الإخوة هو تخبط النظام السلولي والأنظمة الخليجية في مواقفها من هذا التقارب فهذا التقارب احدث صدمة لهم خاصة انه جاء بعد تراجع أمريكا عن توجيه ضربات عسكرية إلى نظام الأسد وذالك بعد الاتفاق مع النظام السلولي والأنظمة العميلة الأخرى في المنطقة فكان الأمر بمثابة صفعتين متتاليتين للنظام السلولي .
ولذالك خرجت تصريحات رافضة للموقف الأمريكي من رئيس الاستخبارات السابق تركي الفيصل ووزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات بندر بن سلطان والتصريح الأكثر صراحة كان من الوليد بن طلال الذي قال أن النظام السلولي سيتحالف مع إسرائيل في حال شكلت إيران تهديدا لهم وهذا مناسب لهم فالطيور على أشكالها تقع .
وما ذكره الوليد بن طلال هو حاصل اليوم بشكل فعلي على الأرض فهناك تسريبات عن لقاءات عقدها بندر بن سلطان مع مسؤولين إسرائيليين بشان الثورة السورية وأهمية تشكيل صحوات بالتعاون مع اليهود من اجل محاربة المقاومة والمجاهدين في سوريا وتشكيل حكومة عميلة صهيو أمريكية .
ولا يستبعد أن يقوم النظام السلولي بالتنسيق مع اليهود بشان إيران وتوجيه ضربة عسكرية لها من قبل اليهود بالتعاون مع النظام السلولي .
فأنظمة الخليج حتى لو شكلت اتحادا مشتركا وفي ظل عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية , فإنها لن تستطيع مواجهة إيران عسكريا , بل يمكن القول أن إيران بامانكها اجتياح دول الخليج بأكملها في أسابيع معدودة في ظل القوة العسكرية المهترئة الحالية للأنظمة الخليجية .
فإذا كان جيش النظام السلولي قد هزم من عصابات الحوثيين في الجنوب شر هزيمة فهل تعتقدون انه بإمكانه مواجه جيش دولة بأكملها .
بل إن قوات الطوارئ السلولية وقفت عاجزة أمام بضعة مجاهدين من الجيل الأول من الأفغان العرب ولم تستطع اعتقالهم أو هزيمتهم ولولا نفاذ الذخيرة من المجاهدين لما تمكنت من احد منهم .
فليس أمام النظام السلولي والأنظمة الخليجية إلا الاستعانة بالغرب أو اليهود لحمايتهم من خطر إيران في حال نشوب حرب بينهم .
وعلى كل حال فان تصريحات النظام السلولي وموقفهم الغاضب من أمريكا لا قيمة له في الواقع فهي من المضحكات المبكيات وكلها من باب الهياط والصراخ فهم ذنب وتابع لأمريكا وقرارهم السياسي ليس بأيديهم ومتى ما غضبت أمريكا منهم فان بإمكانها أن تسقطهم وتأتي بحكومات عميلة أخرى لإدارة بلدانهم .
وكذالك نلاحظ تغيرا واضحا في موقف النظام السلولي ودول الخليج من الاتفاق التي تم بين الدول الكبرى وإيران بشان برنامجها النووي بعد الرسالة المبطنة التي وجهتها إيران إلى النظام السلولي عن طريق عملائها في العراق من الرافضة , والذين أطلقوا صواريخ تحذيرية سقطت في شمال الجزيرة كتحذير للنظام السلولي من التدخل في شؤون الرافضة أو محاولة التأثير على المفاوضات الجارية بين إيران والدول الكبرى بشان برنامجها النووي , وكان ذالك أثناء المحادثات فلما حصل الاتفاق ما كان من النظام السلولي وأنظمة الخليج إلا الترحيب به , فالنظام السلولي لا يفهم إلا لغة التهديد والصفع والضرب .
وعلى كل حال اعتقد أيها الإخوة إلى أن ما يجري الآن من أحداث وتحالفات ومواقف صلبة لروسيا والصين وإيران من القضية السورية ومواقف دول أوروبا وأمريكا من جهة والتجاذبات الحاصلة بين مختلف الأطراف اعتقد أنها بداية تكوين العدو المشترك المذكور في الحديث , وحصول الصلح الآمن  بيننا وبين بني الأصفر ولكن ذالك الصلح لن يكون في ظل وجود الأنظمة الحالية وإنما بعد زوالها وخروج الخلافة وهذا الآمر اعتقد انه سيتحقق بعد بضعة سنوات من الآن والله اعلم .
أما المحور الثالث أيها الإخوة فسأتحدث فيه عن خطر التغريب الممنهج الذي يقوم به الطواغيت بالتنسيق مع التيارات الليبرالية ومراهنتهم على عامل الوقت في ذالك .
فلاشك أن هناك مخططات ممنهجة لأعداء الله لتغريب شباب الأمة وتخريب عقولهم ومعتقداتهم عن طريق وسائل الإعلام أو عن طريق الابتعاث غير المدروس لدول الغرب .
والحكام في الحقيقة مشاركون في هذه المخططات الصهيونية العالمية وذالك بدعمهم وتمويلهم لوسائل الإعلام الهابطة التي تنشر الفكر الغربي كما ذكرنا ذالك في حلقات ماضية كقنوات إلام بي سي وروتانا والعبرية وغيرها من القنوات التي تهدف إلى تغريب الشباب وتخريج جيل منحط سافل عار من القيم والأخلاق .
وكذالك الانترنت يلعب دورا هاما في ذالك أيضا , هذا في ظل ملاحقة الدعاة إلى الله ومطاردتهم وسجنهم والتضييق على الأنشطة الدعوية إلا أن تكون تابعة للطاغوت وتأتمر بأمره وإغلاق حلقات التحفيظ وتخريب المساجد وإضعاف دورها عن طريق وزارة الشؤون الإسلامية ومحاربة الجهاد والمجاهدين في سبيل الله .
لاشك أن هذه الأمور كلها مدروسة من قبل أعداء الله ومع مرور الوقت لن يجد الشباب من يحتويهم ويوجههم إلا وسائل الإعلام الهابطة وأعداء الله ورسوله من العلمانيين والليبراليين وغيرهم من أهل الدجل والزيغ .
وبهذا سيظهر جيل الدجال مع مرور الوقت وطول الأمد وقلة التوجيه للشباب وهو ما نرى بوادره في أيامنا هذه والعياذ بالله بظهور جيل الحضن المجاني والقبلة المجانية , وهذه العادات مستوردة من الغرب ومن شدة ضعف هذا الجيل أنهم لا يدركون ما هو خطاهم أصلا ويعتقدون أن ما يقومون به صواب لا عيب فيه والله المستعان .
ولاشك أن هذا من اثر التغريب ولعب الطواغيت على عامل الوقت , وهناك منظمات صهيوينة عالمية تدير مثل هذه الأمور من بعد بل ويعطون جوائز لرؤوس التغريبيين الذين ينفذون الأجندة الصهونية التي تهدف إلى إظهار جيل الدجال .
ولذالك خالد الفيصل لما أغلق حلقات التحفيظ أعطوه جائزة لا تعطى إلا لمن يقوم بخطوات كبيرة في التغريب ولما هو أكثر من المطلوب منه .
ولاشك أن ما يمر به شباب الأمة اليوم خطره عظيم ونذير شر مستطير فقد خرج جيل خانع همته في شهوته وبطنه متبع للهوى سائر في ركاب الغرب لو سالت الواحد فيهم عن الخلفاء الراشدين لما عرفهم ولو سألته عن أسماء فرق الدوري الأوروبي أو الاسباني لعدهم لك بالترتيب مع أسماء اللاعبين وترجمات مختصرة لكل لاعب !!!
وهذا للأسف مصداق الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ) وأيضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( لا يزداد الزمان إلا شدة ولا المال إلا استفاضة ولا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ) .
والحل الوحيد الناجع لقضايا الأمة أيها الإخوة هو خلع الطواغيت وإسقاطهم والثورة عليهم وتحكيم شرع الله ليعود الإسلام من جديد .
فالجهود الفردية ما عادت تغني اليوم فالأمة بحاجة إلى إمام صالح وخطط مدروسة يقوم عليه الدعاة والمصلحون والعلماء الربانيون من اجل الوقوف في وجه المخططات الصهيونية ومحاربتها .
أما إذا استمرت الأمور على ما هي عليه اليوم والعياذ بالله فهي دليل الهلاك الأكيد وغرق السفينة وحلول غضب الله وعذابه أعاذنا الله وإياكم من غضبه ونقمته .
اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .
والله اعلم والى حلقة قادمة إن شاء الله .
كتبه أبو حفص



الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الأمة بين فتنة البطالة والبطالة المقنعة .

الحمد لله  القائل ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ , أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ , أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) واصلي واسلم على الصفي المختار والنبي العدنان والضحوك القتال القائل ( وجعل رزقي تحت ظل رمحي ) والقائل ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) اللهم فصلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :
***
في الحقيقة أيها الإخوة أنا أتحاشى الحديث عن القضايا الفرعية في الأمة في الغالب وذالك لان القضية الرئيسية هي قضية تحقيق التوحيد والتحاكم إلى شرع الله والنهل من معينه الصافي ومنبعه العذب , وهذا تشخيص واضح لا لبس فيه لقضية الأمة الأساسية يستطيع أن يفهمه الأذكياء والنوكى على حد سواء .
ولكن في الحقيقة تفاقمت أزمة البطالة في الأمة في هذه الأيام تارة  وألبست بثياب زور تارة أخرى فأصبحت بطالة مقنعة وهي لا تقل خطرا في الحقيقة عن البطالة الحقيقية بل ربما تكون نتائجها أسوا من البطالة الحقيقية , وكذالك تجري في هذه الأيام أحداث مؤسفة في بلاد الحرمين فيها ظلم عظيم وطغيان لا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال بل لا بد من الحديث عنها وبيان حقيقتها للشباب التائه عن أصل المشكلة والسبب الرئيس لما يعانونه في بلاد الحرمين وغيرها .
فكما أسلفت أيها الإخوة فان البعد عن الله وعدم تحيكم شرعه هو أساس قضايا الأمة اليوم وسبب منشئها فقد وعد الله بأنه من يتقيه فانه يكفيه كل شئ ومن ينصره فانه سينصره ويثبت قدمه ومن يتوكل عليه فهو حسبه ومن يعبده فانه يرزقه ومن يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فانه يحييه حياة طيبة ويجزيه أجره بأحسن عمله ومن يبع نفسه لله فليبشر ببيعه وبالفوز العظيم .
قال الله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ, وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ۚ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) وقال (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) وقال ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وقال ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا , وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) وقال (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ , مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ , إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) وقال ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ )
فالسعادة كل السعادة والفوز كل الفوز أيها الإخوة في تقوى الله وعبادته وتحكيم شرعه , فما وصلت إليه الأمة اليوم من ذل وضعف وتسلط للطواغيت والجبابرة والمجرمين إنما هو بسبب بعدها عن الله وتحكيم شريعة الطواغيت والمجرمين والبعد عن شرع الله ودينه  .
ولذالك أيها الإخوة لا يمكن حل قضايا الأمة من غير الرجوع إلى شرع الله ودينه وإقامة دولة الإسلام ومحاربة الطواغيت والمجرمين والمرتدين وغيرهم من أعداء الملة والدين .
فالعالم الإسلامي وخاصة العربي فيه ثروات العالم من نفط وثروة زراعية وحيوانية وذهب ويورانيوم وطاقة شمسية وغير ذالك من مصادر الثروات , فإذا تم استغلال هذه الثروات بشكل سليم فلا شك أن المسلمين سيصبحون أثرى أمم الأرض وأرغدهم عيشا ولكن بعد الأمة عن دينها وتسلط الطواغيت والمجرمين والأنظمة الفاسدة هي التي أوصلت الأمة إلى ما هي فيه اليوم من ذل وهوان وفقر وبطالة وبطالة مقنعة .
وأنا أقول أيها الإخوة في وضع الأمة الحالي حتى لو تحدثنا من ناحية مادية بحتة لو جمعنا فقط ثروات ارض الجزيرة مع ثروات السودان وأديرت بأيدي أمينة فإننا نستطيع أن نفرض لكل مولود مسلم في مشارق الأرض ومغاربها راتبا شهريا وبيتا وسيارة !
فكيف لو أضفنا إلى ذالك ثروات الشام والمغرب العربي ودول المشرق الإسلامي !؟ لا شك أننا حينها سنتكلم عن وضع لم تعرفه الأمة على مر عصورها .
فقضية الأمة ليست قضية قلة ثروات أو عدم توفر وظائف كما يخيل ذالك للهمج والمغفلين وبسطاء الناس بل إن إفقار الشعوب وإذلالها هي سياسة متبعة تمارسها الأنظمة الحاكمة في الدول العربية على وجه الخصوص .
فالطواغيت يستخدمون سياسة تجويع الكلب المعروفة مستمدين تلك السياسة من المثل المعروف ( جوع كلبك يتبعك ) وهذا يستخدمه الطواغيت خاصة في الدول الغنية بالنفط وفي بلاد الحرمين .
فالطواغيت لا يريدون لشعوبهم أن تغتني فترتقي بفكرها فتنشغل بالسياسة أو تطمع في حكم راشد أو تفكر في إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام وتعبيد الناس لرب الناس بل يريدون شعوبا خانعة ذليلة تسبح بحمدهم وتلزم طاعتهم ولذالك لا بد من إفقارهم وتجويعهم حتى لا ينشغلوا إلا بطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأنفسهم وأبنائهم وتسديد القروض طوال حياتهم وفي نفس الوقت يستبد الطواغيت ويحوزا الثروات لأنفسهم ويورثوها لأبنائهم وهكذا دواليك .
وكذالك تعاني الأمة اليوم من أنظمة وتشريعات كفرية وضعها الطواغيت واشرفوا عليها وهذه الأنظمة في الحقيقة هي سبب رئيس من أسباب البطالة والفقر في المجتعمات المسلمة ففي الغالب تحمي هذه الأنظمة الحيتان الكبيرة والقطط السمينة على حساب عامة الشعوب والفقراء والطبقة المتوسطة والكادحة , ولذالك نلاحظ أن الطبقة المتوسطة بدأت تختفي من معظم المجتمعات وانقسم الناس إلى قسمين طبقات كادحة وأخرى تسيطر على سوق المال وأصبح المال دولة بين الأغنياء ولا عزاء لعامة الشعوب التي حرمتها هذه الأنظمة الكفرية من حقوقها أو من أن تبدأ من الصفر لتلحق بركب الأغنياء بل تبقى كادحة في خدمة الحيتان الكبيرة والقطط السمينة .
وكذالك أيها الإخوة فان غالبية من يقوم على الأنظمة الحاكمة اليوم هم من الدجالين والمجرمين واللصوص الذين يسدون أبواب الاستثمارات على عامة شعوبهم ويحكرونها على أنفسهم ويفرضون مع ذالك المكوس والضرائب على الناس ويأكلون أموالهم بالباطل ويبددونها في شهواتهم والصد عن سبيل الله ومحاربة دينه وشريعته ولذالك اغلب الشعوب اليوم من الطبقات الكادحة والمعدمة والفقيرة .
وكذالك تقوم الأنظمة الحاكمة بتدمير القطاع الزراعي والصناعي في غالبيتها في بلدانهم وذالك تنفيذا للأجندة الصهيونية العالمية التي تسعى لان تظل الشعوب الإسلامية تعتمد عليها في المجال الزراعي والصناعي وان تبقى شعوبا مستهلكة فقط لا تزرع ولا تصنع بل تبقى عالة على الدول الصناعية الكبرى .
وأما البطالة المقنعة فكما ذكرت لا تقل خطرا عن البطالة الحقيقية بل ربما تكون اخطر منها وذالك بتوظيف من لا وظيفة له بل يبقى الموظف في مكتبه لقراءة الجرائد والمجلات وشرب الشاي والقهوة دون أن يكون لديه عمل حقيقي يقوم به .
وللأسف الشديد فان معظم الوظائف الحكومية هي من هذا القبيل فالراتب الذي يأخذه الموظف والحال هذه لا يعدو أن يكون رشوة لشراء ولائه للنظام .
ومثل هذه الوظائف لا يمكن أن ترتقي بفكر الموظف أو تعطيه دفعة إلى الإمام أو تطور من قدراته وهذا ما يريده الطواغيت بالتحديد أن تبقى الشعوب مسطحة الفكر ساقطة الهمم بعيدة عن مراكز القرار .
وكذالك ما يعرف بالسعودة في بلاد الحرمين هو من قبيل البطالة المقنعة حيث يأخذ الموظف راتبا وهو في بيته من دون عمل مقابل تسجيل اسمه كموظف لدى شركة أو مؤسسة , فهذا أيضا من البطالة المقنعة .
وكذالك أيها الإخوة لا ننسى دور الصهيونية العالمية التي تحرص على تردي أوضاع المسلمين وإضعاف قوتهم الاقتصادية والسياسية وعدم الاستفادة من ثرواتهم النفطية والزراعية .
فالقوة الاقتصادية المؤثرة اليوم في العالم هي النفط واستطاعت الصهيونية العالمية السيطرة على النفط عن طريق الأنظمة الصهيونية الخليجية التي ضمنت حصول الغرب على النفط بأسعار زهيدة وكذالك ضمنت أن لا تستفيد الأمة وشبابها من عائدات النفط , بل يبددون عائدات النفط في الشهوات ومحاربة الإسلام الصحيح ودعم المشروع الصهيوني العالمي الذي يمهد لخروج الدجال .
فنجد مثلا أن أمير سلولي يقوم بدفع خمسمائة ألف دولار من اجل لقاء ممثلة مومس لمدة ربع ساعة والعياذ بالله !!! في نفس الوقت الذي يعاني فيه الشعب في بلاد الحرمين الفقر والبطالة ويعاني اللاجئون السوريون الجوع والبرد !
وكذالك دعم الأنظمة الخليجية للانقلاب في مصر بمليارات الدولارات وكذالك رشوة الروس بستين مليون دولار من قبل النظام السلولي من اجل الاعتراف بحكومة الانقلاب في مصر التي يقوم عليها زنادقة مصر ومرتديها وسفلتها .
ولذالك أيها الإخوة لا يمكن للأمة أن تحل قضاياها ولا يمكن تحرير بيت المقدس من أيدي اليهود حتى تحرر جزيرة العرب من هذه الأنظمة الصهيونية العميلة .
وأما ما يحدث في بلاد لحرمين من أحداث مؤسفة فسأتكلم عنه في النقاط الآتية :
أولا من خلال ما ذكرته آنفا فانه يتبين لكل منصف أن أزمة البطالة سببها الرئيس هو عدم تطبيق شرع الله والتحاكم إلى الأنظمة الكفرية وغياب الأخلاق وتسلط الطواغيت والمجرمين واستبدادهم .
وبالتالي على الإخوة في بلاد الحرمين ممن يكتبون في تويتر وغيره أن يتقوا الله ويصفوا ما يحدث وصفا صحيحا وان لا يغفلوا عن أصل المسالة وان قضايا الناس في بلاد الحرمين من البطالة وغيرها منشؤها من النظام السلولي والأنظمة الكفرية التي قام بسنها وعدم تطبيق شرع الله .
وليس السبب هو وجود الأجانب كما يزعم ذالك الهمج ويرددونه للأسف الشديد وهذه اللفظة يستخدمها الناس في بلاد الحرمين ويطلقونها حتى على إخوانهم المسلمين الوافدين طلبا للرزق مع انه لا يجوز استخدام هذه الكلمة بحق المسلمين فالمسلم اخو المسلم وديار المسلمين واحدة وسايس بيكو لا قيمة لها في مصطلحات الشرع شاء من شاء وأبى من أبى .
وهناك طرق شرعية صحيحة في الحقيقة يمكن  تصحيح أوضاع سوق العمل في بلاد الحرمين من خلالها وستضمن حقوق جميع الأطراف وستختفي الجرائم الصادرة من العمالة المخالفة حال تطبيقها وستختفي البطالة أيضا في وقت قصير ولكن للأسف الشديد يبدو إن النظام السلولي لا يريد إيجاد حلول لهذه القضية فهو يستخدم هذه الورقة كوسيلة ضغط على شعب الجزيرة أو انه فقد بديهته وأصبحت الواضحات عنده معضلات عياذا بالله .
فالنظام السلولي اليوم يسير خلف أصوات الهمج ويطبق الحلول التي يفترضها الهمج والسرابيت أما أهل النصح والرأي والحكمة والعقول النيرة فلا مكان لهم ولا رأي عند النظام السلولي بل أنهم منبوذون وغير مرحب بكلامهم ولذالك من الطبيعي أن يحصل ما حصل وان تؤول الأمور إلى ما هي عليه اليوم .
ثانيا أيها الإخوة يقوم النظام السلولي بالاتجار بالبشر وبضعفاء المسلمين بصورة واضحة ومنظمة , فتجار الفيز يقومون ببيعها بآلاف الدولارات للفيزة الواحدة فهناك من ضعفاء المسلمين من يشتريها بما يجاوز الثمانية آلاف دولار طمعا في أن يجد فرصة عمل في بلاد الحرمين تؤمن له وضعا معيشيا أفضل وطمعا في أن تكتحل عينه برؤية مهبط الوحي والأرض التي مشى عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , فيفاجأ بعد أن يأتي إلى بلاد الحرمين انه بلا وظيفة ولا يستطيع العمل في ظل الأنظمة المعمول بها إلا أن يقوم بنقل الكفالة ودفع آلاف الريالات مرة أخرى بعد أن يتم ابتزازه من قبل الكفيل الجديد  أو يتم القبض عليه وإعادته إلى بلده بعد أن خسر ثمن الفيزة التي اشتراها من عمل وكد سنوات طويلة .
فلاشك أن هذا المال الذي يأخذه ابن سلول من هؤلاء المستضعفين بعد أن شقوا في تحصيله لسنوات لهو من أموال السحت واكل أموال الناس بالباطل وهو من الظلم العظيم الذي يحرمه الإسلام وتأباه النفوس الأبية .
وهكذا دواليك يقوم ابن سلول بإصدار ملايين الفيز وتسفير الملايين بعد السطو على أموالهم فيحصل بذالك على مئات المليارات التي تعادل ميزانيات دول بأكملها والعياذ بالله .
فأين علماء السوء وفقهاء إلام بي سي وساحقو الجماجم وكبار المسبحين بحمد الطاغوت عن هذا الظلم العظيم الذي يتعرض له إخوانهم المسلمين من شتى الدول والبقاع وأين الذين صدعوا رؤوسنا بتحكيم النظام السلولي لشرع الله وأنهم أصحاب العقيدة الصحيحة وتطبيق الشريعة بحذافيرها ! أم أنهم كطاغوتهم فلا ينشطون إلا في المخازي أو في التسبيح بحمد طواغيتهم ومجرميهم ؟!.
ثالثا أيها الإخوة ما يتعلق بالعمالة الإثيوبية وهؤلاء العمالة فيهم من دخل بصورة نظامية وآخرون خلاف ذالك ولاشك أن الطريقة التي عوملوا بها من قبل النظام السلولي طريقة همجية لا تليق بمسلم .
فلاشك أن حشر الناس في الشاحنات التي تستخدم لنقل الرمل والبلك بالعشرات وكأنهم حشرات والعياذ بالله وكذالك ترك الآلاف يمشون من الخرج إلى الرياض على أقدامهم  وكأننا في عصور الظلام ,  هذا لا يمكن أن يصدر من مسلم تجاه أخيه المسلم وهذه معاملة غير إنسانية لا تصدر إلا من الأنظمة السلولية والفرعونية والمتغطرسة .
ففي بلاد الغرب والنصارى والملحدين من جاء إليهم بهذه الصفة يتم معاملته كلاجئ ويتم تصنيف هؤلاء اللاجئين واحترام إنسانيتهم وتوفير المأوى الملائم لهم حتى يتم الفصل قضائيا في أحوالهم واحدا واحدا وإذا كان معهم أطفال فانه يتم إلحاقهم بالمدارس فورا سواء رغب أهلهم بذالك أم لم يرغبوا ويتم صرف رواتب لهم بشكل مؤقت إلى أن يتم توفير فرص عمل مناسبة لهم .
هذا للأسف في دول الغرب الصليبية ولكم أن تقارنوا بين ما يفعله الصليبيون وبين ما تفعله الأنظمة السلولية في ديار المسلمين بحق إخوانهم !
أما أحداث الشغب التي صدرت من هذه العمالة فلاشك انه ناتج طبيعي لاستفزازهم بهذه الصورة فلا يمكن أن تأخذ أنسانا من الشارع أو محل عمله وتودعه السجن وتسفره إلى بلده من غير أن يحصل على مستحقاته ولا تمكنه حتى من العودة إلى منزله لاصطحاب زوجته وأطفاله !
مع انه بالإمكان إنهاء هذه الأزمة بصورة شرعية صحيحة تضمن حقوق جميع الأطراف من دون إثارة أي ضجة أو بلبلة لكن للأسف الحلول التي اعتمدها النظام السلولي هي التعامل بطريقة همجية غير مدروسة وأدى ذالك بدوره إلى حدوث ما حدث من حوادث قتل وسلب ونهب وانتهاك للحرمات وشغب .
وكذالك لا شك أن إقدام بعض شباب البلد على اقتحام بيوت هؤلاء العمالة وترويع نسائهم وأطفالهم ونهب ما فيها لهو من الجرم والظلم العظيم الذي لا يرضاه الشرع حتى وان كان بعض هذه العمالة يرتكبون أعمالا مخالفة للشرع فهذا لا يسوغ انتهاك حرماتهم ومصادرة أموالهم .
فالعبرة أيها الإخوة بالشرع ويجب التعامل مع الناس وفق حدود الشرع وضوابطه وليس بالعاطفة , وللأسف الشديد من شاهد الألفاظ التي تستخدم في الإعلام السلولي بحق هؤلاء العمالة فسيعلم مستوى الانحطاط الذي وصل إليه الهمج في بلاد الحرمين فهم يستخدمون ألفاظ تطهير وتنظيف وغير ذالك من الألفاظ السوقية التي لا يجوز استخدامها حتى في حق بهيمة الأنعام ناهيك عن استخدامها في حق مسلم كرمه الله وكأن هؤلاء الإثيوبيين حشرات قاتلة أو فيروسات معدية .
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) الحديث  .
وأيضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) .
وأيضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( مثل المسلمين في  توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) .
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
وعنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) , والكبر بطر الحق وغمط الناس أي احتقارهم وازدراؤهم .
فلاشك أن احتقار الناس وازدراءهم من أعظم الموبقات الموجبة لغضب الله وسخطه ونقمته وما يدريكم لعل بعض هؤلاء الضعفاء من يبلغ بنيته عند الله ما لايبلغه الصائم القائم ولعل من بينهم أشعث اغبر لو اقسم على الله لأبره !
فبعض من هؤلاء المسلمين الضعفاء الذين يأتون إلى بلاد الحرمين من ابرز أهدافهم الطمع في أن تطأ أقدامهم ارض الجزيرة ومهبط الوحي الذي انتشر منه الإسلام ويظن كثير من هؤلاء أنهم يأتون فيجدون بعضا من أبناء المهاجرين والأنصار ويرون أخلاقا كأخلاق أجدادهم .
ولكن للأسف اليوم من يلي أمر الجزيرة هو ابن سلول وابن التابوت وأعوانهم من الملاعين على لسان رسول الله من عضل والقارة وعصية ورعل وذكوان وأمثالهم وأشياعهم .
رابعا : لاشك عندي أن النظام السلولي يعيش الآن مرحلة التفكك والانهيار التام وذالك لأنه بلغ قمة الظلم والطغيان ومحادة الله ورسوله فعلى الصعيد السياسي يقوم النظام السلولي بدعم الزنادقة والمرتدين في مصر  بمليارات الدولارات وكذالك رشوة الروس بستين مليار دولار من اجل الاعتراف بحكومة الانقلاب في مصر والسعي لإقناع دول العالم من اجل الاعتراف بهؤلاء الزنادقة والقتلة والمجرمين .
وكذالك يسعى النظام السلولي لإعادة طاغوت تونس زين العابدين إلى الحكم مرة أخرى ويقوم بتمويل أعمال الفوضى والاضطرابات فيها .
وكذالك ألقى النظام السلولي بثقله من اجل تخريب المشروع الجهادي الذي لمع نجمه في الشام ويسعى الآن بالتحالف مع إسرائيل من اجل تشكيل صحوات في سوريا على غرار صحوات العراق لتدمير المشروع الجهادي وفرض الأجندة الصهيونية على أهل سوريا .
وها هو اليوم يقوم بأكل أموال الناس بالباطل والاتجار بالبشر ومصادرة أموال المستضعفين بأخبث الطرق والعياذ بالله ليسد بها جوعة شعب الجزيرة المحروم ويملا بطونهم بأموال السحت والحرام بينما يبدد المليارات من عائدات النفط في الصد عن سبيل الله ومحاربة الإسلام الصحيح والتمكين للصهيونية العالمية ومحاربة الجهاد في سبيل الله وهذا قمة الطغيان والبغي والجور , فاعتقد والحال هذه بأنه يعيش فعلا في مرحلة التفكك والانهيار التام وحلول اللعنة التامة ونزول نقمة الله وسخطه عياذا بالله فان الله يمهل ولا يهمل وإذا اخذ الظالم لم يفلته .
واعتقد ان كلمة سعود نفسها اليوم ارتبطت باللعنة فأصبحت كلمة ملعونة  ككلمة فرعون وهامان وقارون حتى وان كانت هذه الكلمات تحمل معان جيدة في طياتها إلا أنها لما ارتبطت بأشخاص هؤلاء الملاعين فإنها ارتبطت باللعنة فغدت سبة بحد ذاتها .
فكلمة سعود اليوم لعنة على سعود نفسه واعتقد انه لو علم انه سيخرج من عقبه هؤلاء لاختار أن يبقى عزبا طول حياته وكذالك هي لعنة على آل سعود أنفسهم ولعنة على شعب الجزيرة ولعنة على المستضعفين في الأرض ولعنة على الأمة والبشرية كلها .
فأسال الله العظيم المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل وهو على كل شئ قدير أن يقصم ظهورهم ويطمس على أموالهم ويرينا فيهم يوما اسودا تقر به أعين الموحدين والمستضعفين وان يجعلهم عبرة لمن لا يعتبر وعظة لمن لا يتعظ انه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير .
وأخيرا أقول للإخوة في بلاد الحرمين وغيرها من كتاب المنتديات وتويتر وغيرها أن يركزوا على أصول المسائل ومسالة غياب تطبيق الشريعة وتحقيق التوحيد والاهتمام بمسائل الأصول التي عليها مدار الدين فهي الأساس ولن يعود للأمة مجد ولا عز ولن تحل قضاياها إلا بالعودة إلى تطبيق شرع الله وخلع الأنظمة السلولية الفاسدة والمستبدة .
اللهم أصلح من في صلاحه عز للإسلام والمسلمين واهلك وخذ إليك من في آخذه وهلاكه عز للإسلام المسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين .
والله اعلم
كتبه أبو حفص



بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة