الجمعة، 20 سبتمبر 2013

ثورة بلاد الحرمين في ضوء الرؤى وصدى الأحداث ( الحلقة التاسعة ) .

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :
***
فحديثنا أيها الإخوة في هذه الحلقة سيدور حول ثلاثة محاور رئيسية أما المحور الأول فنخصصه للحديث عن الأسرى والمعتقلين في سجون الطواغيت في بلاد الحرمين وأما المحور الثاني فنكشف فيه شيئا من خطر علماء السوء وتلبيساتهم وأما المحور الثالث فنذكر فيه بعض المنذرات المتعلقة ببلاد الحرمين .
أما المحور الأول فأقول مستعينا بالله أن قضية الأسرى والمعتقلين في بلاد الحرمين من الدعاة والمصلحين والمجاهدين من أهم القضايا وقد تكلمنا عنها من قبل وسنتكلم عنها في موضوعنا هذا وفي مواضيع قادمة إن شاء الله حتى يفرج الله عنهم , فمناصرة هؤلاء المعتقلين في الحقيقة واجب شرعي على كل مسلم وقد جاء في الأثر ( فكوا العاني ) .
ولاشك أن السكوت عن الظلم الذي يتعرض له المعتقلون في سجون الطواغيت من الموبقات ومن الأمور الموجبة لغضب الله وسخطه فان الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه فانه يوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده قال الله تعالى (لعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ , كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) وقال تعالى عن أهل الكتاب ( وَتَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ )
فلاشك أيها الإخوة أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على أيدي الظالمين من أعظم المهلكات التي تؤدي إلى حلول نقمة الله وسخطه على الناس ناهيكم أيها الإخوة عن الركون إلى الظالمين ومعاونتهم على الظلم فلاشك أن هذا هو الهلاك والخسران المبين بعينه قال الله تعالى (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ  ) .
فالكثير من الناس اليوم للأسف تعدوا مرحلة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعياذ بالله ووصلوا إلى مرحلة الركون إلى الظالمين والوقوف في صف الطواغيت والمجرمين كما يفعل علماء السوء وبغال السلاطين وأحذيته من رجال الأمن وكلاب الداخلية والسجانين وغيرهم من أنصار الطواغيت والمجرمين .
ولاشك أن استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى غرق السفينة وحلول نقمة الله وغضبه وسخطه وعندما ينزل البلاء فانه لا يفرق بين صالح وفاجر بل سينزل بالجميع والحال هذه  سنة لله ماضية ولن تجد لسنة الله تبديلا ففي الحديث الصحيح ( أنهلك وفينا الصالحون ) قال ( نعم إذا كثر الخبث ) .
ولاشك أن ما يتعرض له المعتقلون اليوم في سجون الطواغيت من السجن لسنوات طويلة دون محاكمات أو بناء على محاكمات ظالمة وأحكام معدة مسبقا وكذالك ما يتعرضون له من الاهانات النفسية والمعنوية وكذالك من التعذيب الجسدي وانتهاك الأعراض وتركهم يصارعون الأمراض والآلام وعدم تقديم العلاج للمرضى منهم أو عرضهم على طبيب لاشك أن هذا كله من الظلم المبين والحوب الكبير ولو عومل حيوان أعجم بهذه المعاملة لعد جريمة بشعة فما بالكم بأناس من بني ادم الذين كرمهم الله وحملهم في البر والبحر بل كيف إذا كانوا من أهل الخير والفضل والإصلاح .
والأبشع من هذا كله أن من بين هؤلاء المعتقلين نساء فاضلات كالأسيرة هيلة القصير فك الله أسرها وفرج كربتها ونحسبها من الأخوات الفاضلات وقد تعرضت لصنوف العذاب النفسي والمعنوي في سجون الطواغيت وحوكمت محاكمة ظالمة وعوملت معاملة مهينة تأباها الفطر السليمة والنفوس الأبية .
فقد شج رأس ابنتها أثناء اعتقالها وبقيت ثلاث سنوات في زنزانتها لم تضع حجابها من على رأسها لوجود الكاميرات في السجن , وقد أعياها المرض في سجون الطاغوت وأصبحت تتقيا الدم من شدة المرض فالي الله المشتكى وهو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به .
ولاشك أن هذا من الأمور التي تقشعر لها الأبدان ويحار فيها الفكر والجنان فحتى اليهود وبنو صهيون لا يعاملون الأسرى في سجونهم هذه المعاملة ولا يجوز هذا في حق الحيوانات العجماوات التي لا تعقل فكيف يعامل بالله عليكم إنسان بهذه المعاملة .
للأسف الشديد أيها الإخوة نحن في زمان لم يفقد الناس فيه دينهم فحسب بل فقد الكثير من الناس رجولتهم ومروءتهم وإنسانيتهم والعياذ بالله .
ووالله لو عوملت امرأة في الجاهلية بهذه المعاملة لقام الناس بنصرتها وتحريرها ولو ادعى الأمر إلى إسالة الدماء وتناثر الأشلاء فكيف يفعل هذا بامرأة في الإسلام وبين ناظري أهلها وعشيرتها !؟
فبالله أين الغيرة والرجولة والمروءة ؟! أين مرة وحنظلة وعكرمة ؟! أين نخوة وشهامة العرب التي اشتهروا بها ؟!
للأسف الشديد لقد ضاعت هذه المعاني عند أكثر الناس واستطاع الطواغيت التحكم بالناس عن طريق المال والراتب فأصبح الناس يخافون من مواجهة الطواغيت لئلا تقطع رواتهم وتوقف مخصصاتهم فحملهم ذالك على السكوت عن الظلم بل ومداهنة الطواغيت ومناصرتهم والعياذ بالله .
سأعطيكم أيها الإخوة مثالا لنخوة العرب وشهامتهم التي افتقدناها في هذا الزمان حتى أصبحت تلك القصص كالأساطير والمعجزات في زمان غابت فيه المروءة والشهامة والنخوة وساد فيه السفلة والأراذل والمجرمين وأشباه الرجال .
قال محمد بن إسحاق في هجرة أبي سلمة رضي الله عنه من مكة إلى المدينة : فحدثني أبي إسحاق بن يسار عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة عن جدته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : لما اجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره , ثم حملني عليه وحمل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري .
ثم خرج بي يقود بي بعيره فلما رأته رجال بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قاموا إليه , فقالوا : هذه نفسك غلبتنا عليها , أرأيت صاحبتك هذه ! علام نتركك تسير بها في البلاد ؟ قالت : فنزعوا خطام البعير من يده , فأخذوني منه .
قالت : وغضب عند ذالك بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة فقالوا : لا والله لا نترك ابننا عندها إذا نزعتموها من صاحبنا , قالت فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده ! وانطلق به بنو عبد الأسد وحبسني بنو المغيرة عندهم , وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة .
قالت ففرق بيني وبين زوجي وبين ابني قالت : فكنت اخرج كل غداة فاجلس بالأبطح فما أزال ابكي حتى أمسي سنة أو قريبا منها حتى مر بي رجل من بني عمي احد بني المغيرة رأى ما بي فرحمني فقال لبني المغيرة : ألا تخرجون هذه المسكينة , فرقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها .
قالت : فقالوا لي الحقي بزوجك إن شئت ,  قالت : ورد بنو عبد الأسد إلي عند ذالك ابني , قالت فارتحلت بعيري ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة , قالت وما معي احد من خلق الله , قالت : فقلت أتبلغ بمن لقيت حتى أقدم على زوجي حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار فقال لي : إلى أين يا بنت أبي أمية ؟
فقلت أريد زوجي بالمدينة قال : أو ما معك احد ؟ قالت : فقلت لا والله إلا الله وبني هذا , قال والله مالك من مترك فاخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي بي فوالله ما صحبت رجلا من العرب أرى انه كان أكرم منه , كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثم استأخر عني , حتى إذا نزلت استأخر ببعيري فحط عنه ثم قيده في شجرة , ثم انتحى عني إلى الشجرة فاضطجع تحتها , فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله ثم استأخر عني وقال اركبي , فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فاخذ بخطامه فقاده حتى ينزل بي .
فلم يزل يصنع ذالك بي حتى أقدمني المدينة , فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال : زوجك في هذه القرية - وكان أبو سلمة بها نازلا – فادخليها على بركة الله ثم انصرف راجعا إلى مكة !
فكانت تقول : والله ما اعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة وما رأيت صاحبا قط كان أكرم من عثمان بن طلحة . انتهى .
فهذه قصة قصيرة وغيض من فيض من أخلاق العرب الذين عاشوا في الجاهلية فانظروا رحمكم الله إلى موقف ابن عم أم سلمة رضي الله عنها وعن زوجها وعن ابنها , لما رأى جزعها على فراق زوجها رحمها وأشار على قومها بتركها تذهب إلى زوجها مع كونها فارقت دينهم وأرادت الهجرة إلى بلد غير بلدهم !
فتركوها تذهب لكونها امرأة مع أنهم تعاهدوا واتفقوا على منع المسلمين من الهجرة إلى المدينة ! وكذالك انظروا إلى موقف عثمان بن طلحة أخي بني عبد الدار لما وجد أم سلمة تريد الخروج إلى المدينة وما معها إلا صبيها تأملوا رحمكم الله في شهامته ومروءته ونجدته وكرمه وعفته وصونه لعرض امرأة من قومه أرادت السفر وحدها !
هذه هي الأخلاق التي افتقدها كثير من الناس اليوم للأسف الشديد فتركت الأخوات الفاضلات تمتهن كرامتهن وتنتهك أعراضهن من قبل سفلة الناس وكلاب الداخلية وأحذية الطواغيت في سجون الظلمة والمجرمين على غير ذنب اقترفوه ولا جرم فعلوه سوى أنهن قلن ربنا الله وأردن نصرة دين الله ونصرة المجاهدين في سبيله فهؤلاء لو كن في صدر الإسلام لكرمن ورفعن ولكنهن للأسف في زمن ارتفعت فيه الأسافل والمجرمين والطواغيت .
ولاشك أيها الإخوة أن ترك هذه الأخت الفاضلة وغيرها من المعتقلات تحت أيدي هؤلاء السجانين وفي سجون هؤلاء المجرمين هذا بحد ذاته جريمة وعار عظيم فانتم تعرفون من الذي يقوم على هذه السجون وان غالبتهم من الزنادقة والمرتدين والمجرمين واللوطية فكيف بالله عليكم تتركون أختا لكم مسلمة تحت أيدي هؤلاء المجرمين الذين يضعون الكاميرات في الزنازين لمراقبة المعتقلات وانتهاك خصوصياتهن والتلذذ بآلامهن ؟!
فلا شك أن هذه جريمة بحد ذاتها حتى لو سجنت بحق فكيف إذا كانت مظلومة ولا تستحق هذه العقوبة ؟! فالي نشكو سوء حالنا وضعفنا وتقصيرنا في حق إخواننا وامتنا .
إنها لحظات فاصلة في تاريخ بلاد الحرمين أيها الأخوة وان نصرة المعتقلين اليوم متحتمة وهي فرض عين على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها ولا بد من القيام بخطوات تصعيدية ضد الطواغيت والمجرمين والبعد عن الوسائل التقليدية التي أخرت الأمة عشرات السنوات والتي أثبتت فشلها وعدم فاعليتها .
فالظلمة والمجرمين والمستبدين مع طول الأمد وخنوع الناس وسكوتهم عما يقومون به من ظلم وإجرام هذا يجرئهم على التمادي في الظلم والإجرام والاستبداد حتى يصل الحال بهم إلى أن يرون ما هم فيه من ظلم واستبداد وإذلال للناس انه حق مشروع من حقوقهم إنكاره جريمة لا تغتفر كما هو حاصل اليوم للأسف الشديد .
ولذالك لا بد من القيام بخطوات تصعيدية ومفاصلة الطواغيت والمجرمين لإرغامهم على إقفال هذا الملف للأبد وإخراج جميع المعتقلين فورا وبلا قيد أو شرط .
وعلى أهل العلم والخير والمصلحين أن يجتمعوا بآلاف وينطلقوا إلى الطاغوت لينكروا عليه ويفاصلوه بأقوى العبارات فإذا لم ينزجر ويرعوي فلابد من مواجهته وإرغامه على التغيير وخلعه بالقوة ولو أدى ذالك إلى مقتل مئات الآلاف فما في الموت في سبيل ذالك من باس بل اجر عظيم وشهادة في سبيل الله ولان يموت الإنسان عزيزا كريما خير من يعيش ذليلا خانعا للطواغيت والمجرمين .
وأنا اعتقد أيها الإخوة أن مواجهة الطواغيت في بلاد الحرمين أمر متحتم ولا مفر منه فالورم الخبيث إذا أصاب الجسم فانه لا سبيل إلى علاجه إلا باستئصاله وإلا انتشر في جسم المريض وأهلكه والنظام السلولي في الحقيقة الآن أصبح كالورم الخبيث الذي لاسبيل إلى علاجه إلا بالاستئصال .
وقد رأيت رؤيا مفادها أن هناك كبش فداء رجل من أهل العلم الربانيين ينطلق مع عشرات الدعاة إلى الطاغوت فينكر عليه بثبات فيقتله الطاغوت أو ينكل به ويكون ذالك لعنة على الطاغوت ويبدأ مسلسل زوال هذا النظام بإذن الله .
فأوصي أهلنا في بلاد الحرمين أن يستعينوا بالله ويبدؤوا في التصعيد مع هذه النظام الخبيث وان يثبتوا على ذالك وليعلموا أن من يقتل في سبيل ذالك فهو من خير الشهداء عند الله .
وقد ذكرت من قبل أن سجن الناس على الرأي وتعذيبهم بالسجن والقهر ليس من الدين في شئ ولا يجوز ذالك لا شرعا ولا عقلا ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنهم عاملوا أحدا بهذه المعاملة المهينة حتى اشد خصومه من اسري بدر الذين أوصى بهم النبي خيرا بعد أسرهم فكان الصحابة يعطونهم أفضل طعامهم ويأكلون الذي دونه عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم حتى خجل المشركون وهم في الأسر من معاملة الصحابة الطيبة لهم فكانوا يردون طيب الأكل لهم لما رأوهم يأكلون ما هو دونه والصحابة يأبون !
فهؤلاء أسرى المشركين المحاربين لله ورسوله يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بهم خيرا فهل نجيز بالله عليكم ما يقوم به الطواغيت اليوم في سجونهم بأهل الخير والجهاد والعلم !
لاشك أن هذا لا يقول به عاقل ذو فطرة سليمة ناهيك عن رجل ينتسب إلى العلم والفقه !
وكذالك لم يسجن النبي صلى الله عليه وسلم لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحره ولم ياسر المرأة اليهودية التي دست له السم لتختبر نبوته وقد مات من ذالك السم بشر بن البراء رضي الله عنهما وكذالك بقي النبي صلى الله عليه وسلم يشتكي من أثره حتى توفي به عليه الصلاة والسلام فكان الصحابة رضي الله عنهم لا يشكون انه مات شهيدا بابي هو وأمي ونفسي عليه الصلاة والسلام .
وكذالك كما ذكرنا في موضوع سابق من أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجن الخوارج مع أنهم ظهروا في أيامه وقال له ذو الخويصرة لما رأى قسمة النبي صلى الله عليه وسلم لغنائم حنين ( اعدل ) وفي رواية ( والله ما هذه قسمة أريد بها وجه الله ) ! وكذالك علي رضي الله عنه لم يسجنهم ولم يهن كرامتهم ولم يصادر حقوقهم ولم يمنعهم المساجد بل ناصحهم وناظرهم حتى رجع أكثرهم ولم يقاتلهم حتى كانوا هم الذين بدؤوا القتال وسفك الدماء ولما سئل عنهم بعد ذالك قال مقولته المشهورة ( إخواننا بغوا علينا ) ولما قيل له أهم من أهل النار قال ( من النار فروا ) !
فلاشك أن ما يقوم به الطواغيت اليوم من سجن الناس وتعذيبهم وانتهاك أعراضهم لهو من اشد الظلم وهناك عشرات الأدلة التي تؤكد حرمة هذا العمل المقيت وبطلانه من أساسه ولذالك لا يغرنكم ما يقوله دواب السلاطين وعلماء السوء وقضاة النار أعاذنا الله وإياكم من الحور بعد الكون ومن الضلالة بعد الهداية ومن الغواية بعد الرشد .
وهنا أيضا أناشد القائمين على السجون ربما يكون فيهم ضابط ذو شنب يكون فيه بقية نخوة ومروءة ورجولة يقوم بإطلاق المعتقلات ويتحمل مسؤولية ذالك ولو أدى إلى اهراق دمه ومقتله فإذا وجد من يفعل ذالك فليعلم أن التاريخ لن ينس له ذالك .
وانتقل أيها الإخوة هنا للحديث عن المحور الثاني وهو ما يتعلق بعلماء السوء ودواب السلاطين في بلاد الحرمين فالمصيبة بهم عظيمة وهم سبب رئيس في تمادي المجرمين والطواغيت وتضليل عامة الناس وإعطاء الشرعية للنظام السلولي ولما يقوم به من أعمال إجرامية بحق الأمة وخاصة في ما حدث في مصر من تمويل الانقلاب وقتل الآلاف من المصلين الطامعين في حكم إسلامي ودولة إسلامية تحكم شرع الله .
وكعادة دواب السلاطين فقد اثنوا على طاغوتهم ودعموه بفتاويهم المضللة وأضفوا الشرعية على ما قام به أخزاهم الله وأبعدهم .
وهناك طائفة من مخنثي أهل العلم في الحقيقة يستخدمون مصطلح الفتنة بنفس الاستخدام الذي يستخدمه الهمج والدهماء وكأنهم ليسوا من أهل العلم .
فكما ذكرت من قبل فان المسائل التي لا تروق لطواغيتهم يقولون عنها فتنة هربا من الحديث عنها , أما إذا كانت المسالة تروق لطواغيتهم رايتهم يفردون عضلاتهم فيها ويكرون ويفرون ويسبرون ويقسمون .
الفتنة أيها الإخوة هي الابتلاء والاختبار وتكون بالخير والشر قال الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) فهي تطلق على أشياء كثيرة فالأموال والأولاد فتنة والقتال بين المسلمين فتنة , وكل نوع من هذه الفتن لها طريقة شرعية للتعامل معها والخروج منها فتارة لا يكون الخروج من الفتنة إلا بالسيف كقتال الخوارج والبغاة والمرتدين .
فاستخدم كلمة الفتنة بهذا الشكل الذي يستخدمه هؤلاء لا شك انه ليس من الشرع أو المنطق السليم في شئ .
ثم أقول لهؤلاء المشايخ الذين يستخدمون كلمة الفتنة للهروب من قول الحق والصدع به ووضع النقاط على الحروف أقول لهم أن المال أيضا فتنة قال الله تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) فلماذا لا تتركون رواتبكم ومخصصاتكم الذي يذلكم الطاغوت بها ويركب ظهوركم بسببها لماذا لا تتركونها ما دام أن المال فتنة ؟ ولماذا يثور الواحد منكم إذا أريد على المائة أو المائتين ريال من راتبه ومخصصاته وينقلب إلى وحش كاسر وليث هصور ورجل فاقد لكل معاني التؤدة والوقار يشير بإحدى يديه ويلوح بالأخرى مهددا ومتوعدا ومزمجرا أن أريد على شئ من راتبه ومخصصاته ؟
بل وصل الحال بهم والعياذ بالله إلى إشعال حرب ضروس إذا أعطي الواحد فيهم راتبا يرى انه لا يليق بمقام الكهنوت الذي أوكل إليه وانه انتقاص منه ومن قدره .
فلا شك أن المصيبة بهؤلاء المشايخ عظيمة لاسيما ألئك الذين يذهبون إلى السجون من اجل المناصحة بزعمهم و في حقيقة الحال ما هم إلى محققين وأحذية للطواغيت والحال هذه والعياذ بالله .
فإذا رأيتم الشيخ أو الداعية عضوا في لجنة المناصحة فقد كفاكم مؤمنته فاعلموا انه دابة أو حذاء من أحذية الطاغوت إلا أن تكون هناك قرائن قوية لا تحتمل التأويل تشير إلى انه مغفل وبأذنين طويلتين وذنب .
وهؤلاء المشايخ كعايض القرني وسعد البريك والسويلم ومحمد العريفي وغيرهم من أعضاء لجان المناصحة قد كفوكم مؤنتهم وما هم إلا من أعوان الطواغيت والظلمة فأسال الله أن يهديهم ويردهم إلى الحق أو يجعلهم عبرة للناس إلى يوم الدين .
وانتقل أيها الإخوة للحديث عن احد مشايخ السلاطين الذي أكثر من التسبيح بحمد الطواغيت ويكتب كتابات مغلوطة ومحرفة عن آل سعود والدولة السعودية وهو مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سليمان أبا الخيل الذي تمادى في غيه وتضليله حتى زعم أن النظام السلولي اقرب ما يكون إلى نظام الخلافة الراشدة والعياذ بالله .
ولا شك أن هذا تزييف للحقائق واستهزاء بالشريعة وتضليل ودجل عظيم فالنظام السلولي نظام كفري خبيث يقوم عليه بعض من رؤوس الطواغيت في هذا الزمان وبعض من الزنادقة والمجرمين والمرتدين وقد بلغ نتنه الآفاق فكيف يقول عن نظام كهذا انه نظام يشبه الخلافة الراشدة !
وهو على هذا لا يخلو من احد ثلاث إما أن يكون دجالا يهدم الدين باسم الدين وإما أن يكون من أصحاب الحكيم توما وبأذنين طويلتين وذنب وإما أن يكون قد اخذ نفسا أو نفسين عميقين من سيجار البنجو أو الحشيش قبل أن يقول ما قال والعياذ بالله .
وكيف بالله عليكم يكون هذا الرجل مديرا لأكبر جامعة في بلاد الحرمين تخرج المشايخ والقضاة والدعاة إلى الله لاشك أن استعمال هذا الرجل وأمثاله يهدف إلى تخريب التعليم الشرعي وإفساده وتخريج أجيال من الهمج والمرجئة والجهمية ودواب السلاطين وقضاة النار بثياب قصيرة ولحى طويلة هباء غثاء يظنون أنهم على علم وشئ وليسوا على شئ وصدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .
ولا تستغربوا أن يكون القضاء في بلاد الحرمين بهذا المستوى الهابط الذي يحكم على الدعاة والعلماء الربانيين والمجاهدين في سبيل الله لعشرات السنوات على تهم هي دليل على قدرهم وخيريتهم ونصحهم وصدقهم , فالي الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فلاشك أن إسقاط دواب السلاطين وفضحهم وكشف باطلهم لهو من اوجب الواجبات في طريق التحرر من الطواغيت والمجرمين والمستبدين .
وانتقل أيها الإخوة للحديث عن المحور الثالث والأخير في حلقتنا هذه وهو يتعلق ببعض الرؤى المتواترة عن مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم وان هناك أمرا عظيما يحدث فيها من بعض الناس يستوجب تحركهم وتوبتهم قبل أن ينزل بهم باس الله وغضبه وكذالك رؤيا محذرة للناس عامة من حلول غضب الله وسخطه .
فمن هذه الرؤى التي تم نقلها للموقع رؤيا لأحد الإخوة يقول فيها :
السلام عليكم رأى صاحبي (وهو شاب مستقيم) دخانا أسودا كثيفا يخرج من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعم الأرض كلها , فسأل الناس ما هذا الدخان؟ فأجابوه: أن هذا سخط الله وغضبه على أهل الأرض انتهى .
ولاشك أن هذه الرؤيا منذرة  لأهل الأرض عامة من سخط الله وغضبه ونقمته , والواقع الآن للأسف الشديد يؤكد صدق هذه الرؤيا فما نراه في مصر والشام من الأمور العظيمة التي تقشعر لها الأبدان ويحار فيها الفكر والجنان مع تواطؤ بعض الدول مع المجرمين ودعمهم الصريح لهم في الشام ومصر وتأييدهم للمجازر الجماعية وإحراق الجثث وغير ذالك من الأمور العظيمة التي تحدث في حق المتظاهرين السلميين المنتمين للتيارات الإسلامية .
وكذالك ما يقوم به إعلام الدجال من كذب وتدليس وقلب للحقائق لهو من الأمور العظام التي لا يوجد لها مثيل في التاريخ .
لاشك أن هذا كله منذر للناس من حلول نقمة الله وغضبه عليهم فان الله يمهل ولا يهمل .
وهذه رؤيا التي رأتها أخت تقول فيها :
رأيت كأنه غرفة المعيشه اللي بيتنا خسفت و أني في المنام أرسلت الرويا للشيخ محمد الخزيم على حسابه في تويتر( هذا شيخ مفسر احلام لكن ما أفسر عنده بس أتابعه في تويتر ) 
وأرسل التعبير يقول انه هذي الرويا تعبر علي وجهين 
1 - التعبير الأول : انه فيه معصيه عظيمه يسوها أكثر شيء اهل المدينه والله بينزل عليهم عقابه " قصده علي الناس اللي سوا المعصيه فقط " الصالحين مو جايهم شيء من العقاب .
2 - التعبير الثاني : انه الله بيخسف الأرض بأهل المعصيه بالمدينه .
واستدل علي انه خسف الغرفه في بيتنا دل علي أنها تفسر بأهل المدينه لأنه إحنا من أهلها
واشوف اني اختي تقول ايش هي المعصيه قلت لها شكلو السحر لأنه السحرة كثير بالمدينة
وبعدين جلست افكر وانا خايفه كيف اعرف المكان اللي بيكون فيه الخسف
وكنت خايفه اروح غرفتنا اللي خسفت بعدين قلت عادي حتي لو ربي خسف فيا مع أهل المعصيه كل إنسان يبعث يوم القيامه علي اللي كان عليه. انتهت
وهذه الرؤيا فسرت نفسها بنفسها وهي على ظاهرها والعلم عند الله وهي واحدة من الرؤى المتواترة عن مدينة النبي صلى الله عليه وسلم وانه تحدث فيها أمور عظيمة وذنوب كبيرة لا تليق بمقام طيبة الطيبة ولا بالبلد الذي انتشر منه الإسلام وأضاء نوره مشارق الأرض ومغاربها .
والرؤيا هنا تحدثت عن انتشار السحر في المدينة فلاشك انه من الأمور الموبقة التي تستحق نزول العقاب إذا كثرت وانتشرت .
وكذالك أيها الإخوة الآن النظام السلولي يفسح المجال للرافضة في المدينة يسرحون ويمرحون فيها ويؤدون طقوسهم فيها فلاشك أن هذا الأمر لا يحتمل فالمدينة هي ثاني اشرف بقعة في هذه الأرض وبها قبر النبي صلى الله عليه وصاحبيه فلا يجوز إهمالها أو إفسادها كما يفعل النظام السلولي الآن يهتم ببلد مسيلمة الكذاب يمامة نجد ( الرياض ) ويتخذها عاصمة له ويهمل طيبة الطيبة ولا يعرف قدرها ويجعلها مرتعا للرافضة وأهل البدع فاسأل الله أن ينتقم منهم .
فعلى الدعاة والعلماء الربانيين التردد على طيبة الطيبة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بالواجب والدعوة إلى الله ومحاربة أهل البدع والمنكرات .
هذا وأسال الله أن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه انه جواد كريم .
 والله اعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين  .
كتبه أبو حفص


الجمعة، 6 سبتمبر 2013

حديث الساعة ( الحلقة الثالثة التحالف المشؤوم )

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ثم أما بعد :
***
فان حديثنا في هذه الحلقة سيكون عن المساعي التي يقوم بها النظام السلولي والأنظمة الصهيو أمريكية الأخرى لإقناع أمريكا ودول الصليب بضرب النظام السوري تحت ذريعة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد شعبه الأعزل في الغوطة وقد أدى ذالك إلى مقتل المئات من الأطفال والنساء والشيوخ كما هو معلوم .
ولا ادري في الحقيقة ما هو الفرق بين النظام السلولي والأنظمة الصهيو أمريكية الأخرى في الخليج وغيره وبين النظام السوري !
فكل هذه الأنظمة هي أنظمة كفرية إجرامية يقوم عليها الطواغيت والمرتدون والمجرمون إلا أن بعضها اكفر من بعض وأجرم من بعض والعن من بعض , فالحق يقال  فهم يتفاوتون في المخازي وكل نظام لديه من المخازي والإجرام ما ليس عند صاحبه .
ولاشك أن ما يقوم به النظام السلولي والأنظمة الصهيو أمريكية الأخرى من إظهار أنفسهم في مظهر المدافعين عن الشعب السوري الأعزل والغيورين على أعراضهم وحرماتهم لهو من الرزية والبلاء الواضح .
وما مثلهم في ذالك إلا كمثل إبليس يرقى المنبر ويقف واعظا يعظ الناس في العدل وحفظ الأنفس والأعراض ونصرة المظلوم وردع الظالم عن الظلم .
وكلنا يعلم في الحقيقة ما هو هدف النظام السلولي من هذا التحرك وانه ليس من اجل نصرة المستضعفين وردع الظالمين وإنما هدفهم الأساسي في ذالك هو القضاء على المشروع الجهادي الذي لمع نجمه في الشام ويوشك أن يمتد إلى بيت المقدس بعد القضاء على النظام السوري , وكذالك قطع الطريق على المشروع الإسلامي و الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على الأمور إبان الثورات التي تقوم في بلدانهم .
وكذالك دول الصليب ليس هدفها نصرة المستضعفين ولو أرادوا ذالك لفعلوا من بداية الثورة في سوريا التي امتدت لأكثر من سنتين وهلك فيها عشرات الآلاف من المدنيين العزل .
فهدف الصليبيين واضح وهو حماية امن إسرائيل في المقام الأول والقضاء على المجاهدين وإفشال المشروع الجهادي في الشام , وسيقوم النظام السلولي والأنظمة الخليجية الأخرى بدفع فاتورة الحرب كما هي عادتها من فيء الأمة ونفطها .
فالنظام السلولي والأردني والأنظمة الخليجية معروف عنها الخيانة والنفاق والخسة والدناءة والارتماء في أحضان الصليبيين فهم يتصرفون كالمخانيث ويكررون نفس الأخطاء وليس لديهم القدرة على فعل شئ دون اللجوء إلى أسيادهم الصليبيين .
والحل الشرعي الصحيح يكمن في الجهاد في سبيل الله كما أسلفنا من قبل فالقتال في سبيل الله إما أن يكون قتال أهل كفر وإما أن يكون قتال أهل ردة وإما أن يكون قتال أهل بغي حملوا السيف تحت تأويل سائغ وإما أن يكون قتال خوارج خرجوا على الناس بالسيف تحت تأويل فاسد .
والنظام السوري هو خليط من الكفار والمرتدين والمجرمين فالواجب قتالهم تحت راية صافية لدفع شرهم وإسقاطهم , فهذا هو الحل الصحيح الذي لا ينبغي غيره .
فالأمة برجالها المخلصين قادرة على حل قضاياها بنفسها إذا التزمت بشريعة ربها ولسنا بحاجة إلى الاستعانة بالصليبيين والمجرمين من اجل حل قضايانا .
ولكن للأسف ستبقى الأمة في نفس الدوامة من الفتن المتلاحقة ما دام يقودها الغربان والطواغيت والمخانيث والدجالون .
وكذالك الحال نفسه ينطبق على النظام السلولي والأنظمة الصهيو أمريكية الأخرى حيث يجب على الأمة إسقاطها بالسيف وليس الأمر مقتصرا فقط على النظام السوري .
وهنا أحث المجاهدين في الشام أن يأخذوا حذرهم ولا يتجمعوا في أماكن بعينها حتى لا يسهل ضربهم وتتبعهم من قبل القوات الصليبية وان يحذروا من العملاء الذين يقومون بزرع الشرائح في أماكن تواجد المجاهدين فتاتي الطائرات لضربهم .
وعلى كل حال أيها الإخوة فان ما ذكرناه من سنوات وما حللناه من الرؤى المتعلقة بأحداث الشام والجزيرة وقع كثير منها وبقيت الأجزاء المتعلقة بامتداد القتال من الشام إلى بلاد الحرمين وارض الجزيرة وهو ما تبدو بوادره الآن ويوشك أن يتحقق ويقع .
ولذالك سنتابع الأحداث بصمت ونرى وإياكم ما ستؤول إليه الأمور بعد الضربة الصليبية المتوقعة على النظام السوري من قبل التحالف الصهيو صليبي بقيادة أمريكا وبعض دول الصليب وأذنابهم في الخليج .
فالنظام السوري أيها الإخوة يملك ترسانة لا يستهان بها  من أسلحة الدمار الشامل ولا استبعد أن يكون عنده رؤوس نووية فإذا استخدم هذه الأسلحة ضد اليهود فان أبواب الجحيم ستفتح في المنطقة وستؤول الأمور إلى ما لا يعلم مداه إلا الله وتختلط الفتن وتتداخل الأحداث .
ولذالك أقول هنا لعلماء السوء ومخنثي أهل العلم الذين يستخدمون مصطلح الفتنة في غير موضعها وخاصة علماء ما يعرف بالسعودية فهم إذا تعلق الأمر بمسالة لا تروق لطواغيتهم قالوا هذه فتنة للهروب من المسالة والحديث عنها , أما إذا تعلق الأمر بمسالة تروق لطواغيتهم رايتهم يكرون ويفرون فيها ويسبرون ويقسمون , فأقول لهؤلاء الآن تأتيكم الفتن على أصولها وسنرى ما تقولون فيها .
فالحرب إذا امتدت إلى ارض الجزيرة وأراد حزب البعث أن ينتقم من النظام السلولي فهل نقاتل تحت راية النظام السلولي أم لا ؟ فكلا النظامين هنا نظامي كفر !؟ فهذا نموذج من المسائل التي سيحتار فيها العلماء الربانيين ناهيك عن علماء السوء ودواب السلاطين !
ولا شك أن علماء السوء ودواب السلطان سيفتون بوجوب القتال تحت راية النظام السلولي ويعدونه قتالا في سبيل الله ولا شك أن هذا سيكون من دجلهم وتلبيسهم .
فنحن ذكرنا هذه المسالة من قبل وقلنا انه لا يجوز القتال تحت راية النظام السلولي بأي حال من الأحوال وعلى أهل الجزيرة أن يتحرروا من هذا النظام قبل أن يهوي بهم في واد سحيق وهو ما نرى بوادره الآن للأسف ولاشك أن الناس يتحملون جزءا كبيرا مما سيحدث لهم بسبب تقصيرهم ومسايرتهم لهؤلاء الطواغيت .
وصدق القائل :
إذا كان الغراب دليل قوم .............. فما وصلوا ولا وصل الغراب
وكذالك القائل :
ومن يكن الغراب له دليلا ............ يمر به على جيف الكلاب
فهذا ما سيؤول إليه أهل الجزيرة للأسف ما دام يقودهم الغربان والطواغيت والمخانيث .
فالواجب على الأمة العودة إلى شرع الله وتطبيقه وإقامة الجهاد في سبيل الله وما سوى ذالك من الحلول فإنما هو سراب وضياع وتبار .
ووالله إن في القلب ما فيه من هم وحزن على ما تمر به الأمة من أوضاع مزرية لاسيما في مصر والشام حتى إن الإنسان لا يجد نفسا للكتابة والتعليق ولله در الشاعر الذي  قال :
ترانيم والحان عجاب ............. يغنيها مع الحبر الكتاب
تجلى الأمر من بعد التواري ..... وزيح الستر وانقشع الضباب
وأفصحت الفعال عن النوايا ...... وللأفواه قد ثغرت ذئاب
أحقا يا بني قومي غواكم ........ وأغراكم سلامهم الكذاب
إليكم يا بني قومي رسالة ........ وفي أحضانها نشر العتاب
أطالبكم أباة الضيم ردا .......... فكل رسالة ولها جواب
نسيتم قدسنا فالدمع جار .......... ودعواهم بدولتهم سراب
وفي البلقان كم قتل الصبايا ...... ونالت من عفافهم الكلاب
كذا اسام تحتضن البلايا .......... من الهندوس وانتشر العذاب
وفي الشيشان صيحات الثكالى ...... أيا إسلام قد طال اغتراب
صقور العز قد نامت وغنى .......... حمام السلم وانتفش الغراب 
                     أيا إسلام قد طال اغتراب
حنانيكم بني قومي فانا ............... رضينا القبر وانكسرت حراب
حنانيكم فقد لاحت نوايا .............  فخلوا الذل قد كشف النقاب
تسلى الكفر في هتك العذارى ...... وإخواني همومهم سباب
رأيت القوم قد لاحت بطون ......... من الإتخام ليت القوم غابوا
سنغلق دون حب النفس بابا ......... سنغلبهم وان خان الصحاب
ولكن لن نحوز العز حتى ........... نذوق المر تسقيه الصعاب
فان المر عذب إن سقانا ............. به الإسلام ذا الكأس العذاب
فعذرا عاذلي إن القوافي ............ ترانيم والحان عجاب
وها نحن نقول الآن أيا إسلام قد طال اغتراب فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وترفع فيه راية الإسلام انه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير .
والله اعلم
كتبه أبو حفص



بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة