الاثنين، 15 سبتمبر 2014

الخلافة على منهاج النبوة شروطها وسننها وعلاماتها ومبشراتها ( الحلقة الثالثة )



الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :
***
فقد تكلمنا في الحلقة الماضية ان خلافة النبوة لا تنبغي الا للصالحين من عباد الله وهذا اهم فرق بينها وبين الملك , فمن ابرز ما يميز الخليفة الراشد الصلاح والتقوى فليس لديه شهوة  ولا حب الشرف لذاته ولا يرجو في الارض علوا ولا فسادا .
قال الله تعالى (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) .
بخلاف الملك ايها الاخوة فان الله يعطي الملك للبر والفاجر والمؤمن والكافر قال الله تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
فالملك بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده وذلك حسب احوال الناس وقربهم من الله او بعدهم عنه فان الله يولي عليهم من يستحقونه اما رحمة بهم واما عقوبة لهم .
وهناك مسالة هامة اخرى ايها الاخوة وهي انه يجب علينا التفريق بين الخلافة العامة التي تكون على جميع الامة وبين الحكم الراشد الذي قد يكون في مكان دون اخر .
فقد يكون هناك حكم راشد في جهة دون اخرى في الامة كما هو الحال اليوم ولذلك نحن نقول انه لا باس في هذه المرحلة من تكوين امارات اسلامية تسعى للحكم بشرع الله واسقاط الانظمة المستبدة حتى تتهيأ الفرصة لإقامة الخلافة على الامة باسرها .
ولذلك جاء في الحديث ( يخرج قوم من المشرق يوطدون للمهدي سلطانه ) , فالتوطئة اولا ثم خروج الخلافة بعد ذلك وذلك عندما يتحقق شرط الشورى الصحيحة الملزمة الذي اشرنا اليه من قبل .
فنحن الان ما زلنا ايها الاخوة في فترة التوطئة للمهدي والتمهيد للخلافة وذلك يكون بإسقاط الانظمة الكفرية المستبدة التي تحكم الامة اليوم والتحرر من هيمنة الصليبيين ودول الغرب والشرق فتصبح الامة بعد ذلك متحررة وتكون مستعدة لإقامة الخلافة بناء على شورى صحيحة والعودة الى الوحدة من جديد .
ولذلك نحن دعمنا استراتيجية القاعدة التي تقوم على التمهيد للخلافة والسعي للتحرر من الهيمنة الامريكية والانظمة المستبدة وذلك عن طريق ضرب الاقتصاد الامريكي ومحاربة الانظمة الكفرية ومجاهدتها ومناصرة المظلومين والمضطهدين ونحسبهم وقادتهم ما زالوا على نفس الطريق لم يغيروا ولم يبدلوا .
ولذلك اوصي عموم المجاهدين بالمضي قدما على الدرب والعمل على ضرب الاقتصاد الصليبي وتحرير الامة من الانظمة المستبدة وهدم حصون الباطل وتحرير المعتقلين من سجون الطواغيت والمجرمين فتتهيأ الامة بعد ذلك للخلافة وتعود كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
ونحن لو تأملنا النصوص الواضحة التي بينت طريقة عودة الخلافة لاستطعنا معرفة صفات الوقت الذي تخرج فيه ولو تأمل الاخوة في الدولة الاسلامية تلك النصوص لما اقدموا على الاعلان عنها في ظل هذه الظروف وكما قلت فان اعلانهم لا معنى ولا قيمة له حتى يكون ذلك عن شورى ورضا الناس .
وقد تكلمت من قبل في المباحث المتعلقة بالمهدي والخلافة عن بعض تلك النصوص الذي تبين كيفية عودة الخلافة وان المهدي تحصل له بيعة عامة من عموم الامة ويجتمع عليه الناس برضاهم واختيارهم فتصح بذلك خلافته وولايته .
فعن ام سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه بين الركن والمقام ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ) قال أبو داود قال بعضهم عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين .
وعن ثوبان رضي الله عنه ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم بن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم ثم ذكر شيئا لا أحفظه فقال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فإنه المهدي ) . رواه ابن ماجه
وعنه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها  المهدي ) سنده حسن .
ومن خلال هذه النصوص وغيرها ايها الاخوة نستطيع ان نستنج الوقت الذي تخرج فيه الخلافة بإذن الله فلابد من تحقق امور لعل اهمها هو زوال الهيمنة الصليبية وسقوط الانظمة الجبرية والاقتتال على الملك والخلافة بعد ذلك وسقوط النظام السلولي .
ولذلك فالأولوية الان لإسقاط الانظمة الجبرية والتخلص من الهيمنة الامريكية ودك حصون مسيلمة الكذاب في يمامة نجد وتحرير المعتقلين واسقاط الانظمة الصهيو الامريكية الاخرى في دول الخليج والمغرب العربي فتتهيأ الامة للخلافة بذلك ويحين وقتها .
والان مع الحملة الصليبية الجديدة التي يتم الاعداد لها فان الامة تقترب بصورة اكبر ان شاء الله من الوقت الذي تكون فيه مهيأة للخلافة وهناك في الحقيقة الكثير من الرؤى المبشرة بقرب الوقت الذي ينزل فيه النصر وتتوحد الامة من جديد .
هذه رؤيا يقول صاحبها :
شاهدت الرسول صلى الله عليه وسلم واقفا وخلفه الصحابة واقفين كالصف من خلفه ولم اعرف احد منهم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يبشر بالنصر ويقول ستنصرون وانا اقول متى قال اذا مطرتم صيفا .
استيقظت من النوم ولم اعرف ما المقصود بتمطرون صيفا ولكن بعد مده لا تتجاوز الشهر رأيت رؤيا اخرى وكانه شخص يهمس في اذني وكان يقول هل تريد ان تعرف متى تمطرون صيفا قلت نعم واذا بي اشاهد سحابه كأنها الترس او الدائرة وكانت على وسط نجد الرياض وكانت تتوسع مع جميع الجهات وهطل منها امطار شديده جرفت الارض والتربة وكنت كأني اشاهد ذلك على قناة الجزيرة و قطع البث وعندها غضبت من قطعه فقال لي نفس الهامس في اذني لا تحزن فاذا بي ارفع الى السماء وكنت اشاهد شبه الجزيرة العربية كصور الاقمار الاصطناعية فشاهدت تلك السحابه الدائريه وكانت على وسط نجد واذا بي التفت يسارا فأشاهد سحب كأنها خيوط رفيعة جدا تتكون في وسط افريقيا كأنها جنوب تونس وجنوب الجزائر ثم تتقدم باتجاه الشرق وكلما اقتربت من البحر الاحمر ازدادت اتساعا شمال وجنوب وازدادت سماكه حتى عبرت البحر الاحمر من شمال ووسط السودان وجنوب مصر وكانت تزداد اتساعا وسماكه حتى وصلت الحجاز واستقرت من مكة الى المدينة وتراصت حتى غطت جبال الحجاز ما بينهما ثم اتجهت شمال ناحية الشام فوصلت الشام ولا زالت بقاياها ومددها يخرج من تلك المنطقه الواقعه ما بينهما . انتهى
فهذه الرؤيا على ظاهرها ايها الاخوة وهناك الكثير من الرؤى المؤيدة لها والتي تدل على ان امطارا ستكون في فصل الصيف كارثية تبتدئ من يمامة نجد وتعم غالبية الدول العربية ويكون حدثا فريدا ويكون عليه تكتم اعلامي , فاذا حصل ذلك فتلك علامة النصر والفرج بإذن الله للامة .
ولعل ما ذكرته الى الان يكفي ان شاء الله لبيان مسالة الخلافة وقد اعود الى الحديث متى ما كان هناك حاجة للمزيد من التوضيح , فالأمة الان على وشك استقبال هجمة صليبية شرسة وسأتابعها واياكم بإذن الله .
واسال الله ان يعصمنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يوفقنا واياكم لما يحبه ويرضى وان يهدينا واياكم لأحسن الاخلاق والاعمال لا يهدي لأحسنها الا هو وان يصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا هو .
والله اعلم .
كتبه ابو حفص
الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

الخلافة على منهاج النبوة سننها وشروطها ومبشراتها ( الحلقة الثانية )

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد :
***
فنواصل واياكم ايها الاخوة حديثنا عن الخلافة الراشدة فقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن اهمية الشورى وانها ركن من اركان الخلافة الراشدة فلا بيعة لاحد من الناس من غير شورى المسلمين ويجب ان تكون هذه الشورى صحيحة ومنضبطة حتى يترتب عليها نتائج صحيحة وملزمة للناس .
فاذا بايعت جماعة قتالية لأمير ونصبته او رشحته خليفة للمسلمين فان هذا لامعنى له ولا يكون ذلك الامير خليفة للمسلمين ولا يجوز له القيام بمهام الخليفة ما لم يجتمع عليه الناس ويبايعونه برضاهم .
ولذلك جاء في الحديث عن عمر رضي الله عنه ( من بايع رجلاً على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا )
وفي كتاب السنة لابي بكر الخلال  أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَعْطَانَا ابْنُ الْأَشْجَعِيِّ كُتُبًا مِنْ كُتُبِ أَبِيهِ، فَنَسَخْنَا مِنْ كِتَابِ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ وَاصِلٍ، عَنِ ابْنَةَ الْمَعْرُورِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ، يَقُولُ: ( مَنْ دَعَا إِلَى أَمْرِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ ) .
فالحاصل هنا ايها الاخوة ان الشورى ركن من اركان نظام الحكم في الاسلام ولا تنعقد لاحد بيعة او امامة من غير مشورة الناس ورضاهم .
مسالة اخرى هامة ايها الاخوة ان خلافة النبوة لا تنبغي الا للأفضل فالأفضل من الناس فلا يليها فاجر او فاسق وهذا ما نلاحظه في الخلافة الراشدة في صدر الاسلام حيث وليها ابو بكر رضي الله عنه وهو افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم ان يكتب كتابا يعهد فيه بالخلافة لابي بكر ثم تركه وقال ( معاذ الله ان يختلف المؤمنون في ابي بكر ) وهو الذي حدث فقد اجتمع المؤمنون عليه ورضوا به .
ثم بعد وفاة الصديق رضي الله عنه اجتمع الناس على افضل الناس بعد ابي بكر رضي الله عنه وهو عمر ولم يكن احد من الناس يشك في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته في انه افضل الناس بعد ابي بكر ولذلك بايعوه ورضوا به .
ولما توفي عمر رضي الله عنه اجتمع الناس على عثمان وهو افضل الناس بعد عمر على خلاف بين اهل في ذلك لكن الذي يظهر ان الراجح هو انه افضل من علي رضي الله عنهم جميعا .
وكان الصحابة رضي الله عنهم زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقولون افضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ويسكتون ولا ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
فالحاصل ان الناس اجتمعوا على عثمان بعد عمر ورضوا به ثم لما قتل رضي الله عنه اجتمع الناس على علي ولم يكن احد من الصحابة يشك في فضله وانه افضل من بقي من اصحاب رسول الله عليه وسلم فبايعه الناس ورضوا به .
فالحاصل هنا ان خلافة النبوة تكون للأفضل فالأفضل ويكون المجتمع في افضل حالاته من المودة والتالف وصفاء النفوس واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم واقامة الجهاد في سبيله .
ففِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ، مِنْ حَدِيثِ الْأَشْعَثِ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رأيت مِيزَانًا نْزِلَ مِنَ السَّمَاءِ، فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحْتَ أَنْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ، فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع، فَرَأَيْتُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( خِلَافَةُ نُبُوَّةٍ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ) سنده صحيح .
ولذلك كان احد اهم اسباب رفع الخلافة هو الخلاف والتنازع وتغير النفوس ولذلك رفعت الخلافة الراشدة عقوبة للناس فهي مرتبطة بشكل وثيق بأحوال الناس وصفاء نفوسهم وتعظيمهم للحق .
فاذا اختلفت احوال الناس وتغيرت نفوسهم ابدلهم الله بالملك الذي يناسب احوالهم ولذلك في الحديث عن سمرة بن جندب  أن رجلا قال يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء .
وعن حذيفة رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قال قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال نعم وفيه دخن . قلت وما دخنه ؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر . قلت فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها . قلت يا رسول الله صفهم لنا . قال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم . قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك . متفق عليه
واخرج ابو داوود بسنده عن عاصم الليثي قال أتينا اليشكري في رهط من بني ليث فقال من القوم فقلنا بنو ليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فذكر الحديث قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال فتنة وشر قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير قال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر خير قال هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم قلت يا رسول الله الهدنة على دخن ما هي قال لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه قال قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر قال ( فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم ) حسنه الالباني
فهذه النصوص وغيرها كثير تشير الى ان الخلاف والنزاع الذي ادى الى مقتل عثمان رضي الله عنه وما تلاه من احداث وقتال بين الناس بعد ذلك في الجمل وصفين واختلاف النفوس وبقاء البغضاء في القلوب بعد ذلك ونكث العهود ادى الى رفع خلافة النبوة وابدالها بالملك ولو عادت القلوب لما كانت عليه ايام ابي بكر وعمر بعد الفتنة لعادت الخلافة ولكن لما لم تعد على ما كانت عليه رفعت ولم تعد .
 ولذلك لما سال حذيفة النبي صلى الله عليه وسلم عن الهدنة على دخن ما هي قال ( لا ترجع قلوب اقوام على الذي كانت عليه ) . فلو رجعت القولب على ما كانت اليه لعادت الخلافة  .
وبقي الملك ايام معاوية رضي الله عنه ولما توفي وولي يزيد حصل ما حصل من اختلاف واراد الحسين رضي الله عنه ان يعيد الامر جذعة وان يقيم خلافة النبوة لم ينجح في ذلك وقتل رضي الله عنه ومن معه من انصاره واهل بيته بسبب غدر اهل العراق وخبثهم اذ عاهدوه ثم غدروا به ولم يفوا له فكانت شهادة للحسين رضي الله عنه ووبال على غدرة اهل العراق .
فلا يمكن ان يقيم الخلافة الراشدة اهل غدر ونفاق ولذلك الصحابة الذين اشاروا على الحسين بعدم الخروج اليهم كابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما كانوا يعلمون غدر اهل العراق وانهم ليسوا اهلا لإقامة خلافة النبوة وان سنة الله لا تجري في ان يقيمها امثالهم من الغدرة والمنافقين .
وكذلك لم يتمكن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما من اقامة الخلافة الراشدة بسبب فساد احوال الناس ونكث عهودهم وعدم ثباتهم ولكنه ثبت فقاتل حتى قتل رضي الله عنه فادى الذي عليه وابرا ذمته وعوقب الناس على ذلك بان ولي عليهم ابناء الحكم بن ابي العاص .
ولذلك جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابناء الحكم بن ابي العاص ينزون على منبره نزو القردة فلم ير بعدها قط مستجمعا ضاحكا قط حتى قبض عليه الصلاة والسلام .
وبقي الملك في ابناء الحكم بن ابي العاص حتى حصل تغير في احوال الناس اواخر ايام سليمان بن عبد الملك واتجه الناس للعبادة وطلب العلم وحرصوا على النوافل وقيام الليل وكان بعضهم يحث بعضا على ذلك ويوصي بعضهم بعضا بذلك فعادت الخلافة الراشدة  وولى الله على الناس عمر بن عبد العزيز رحمه الله فكانت ايامه من اجمل الايام التي نعمت فيها الامة بالحكم الراشد وملئت الارض عدلا فكان بذلك خامس الخلفاء الراشدين .
فخلافته كانت على منهاج النبوة كما نص على ذلك اغلب اهل العلم فلاحظوا ارتباط الخلافة الراشدة بارتباط احوال الناس فاذا حسنت احوالهم واهتدوا بهدي نبيهم ولى الله عليهم خيارهم واذا فسدت احوالهم وتعاظمت الضغائن والاحقاد وفسدت نفوسهم وتهاونوا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاخذ على ايدي الظلمة والمجرمين عاقبهم الله بان يولي عليهم شرارهم وذلك بحسب فسادهم وسوء حالهم .
فهل يعقل الان ان تخرج الخلافة الراشدة في ظل هذه الاجواء المشحونة واختلاط صفوف المجاهدين باهل التطرف والغلو وفي ظل تخوين بعضهم لبعض وتكفير بعضهم لبعض وعدم احترام قادتهم وعلمائهم واهل الفضل فيهم ومعرفتهم لقدرهم بل تخوينهم وسبهم واتهامهم بالانتكاس والتغيير وما الى ذلك من الامور المفجعة التي تشهدها الساحة الجهادية اليوم .
ولذلك اعتقد ان الامة ستمر بمزيد من الابتلاءات والفتن المظلمة لتمييز الصفوف وتطهيرها ولتطهير ارض الشام من شرارها وتهيئتها لنزول الخلافة العامة فيها .
فالخلافة الراشدة هبة من الله ولن تخرج حتى تتهيأ الامة لها وتكون اهلا لخروجها .
وهنا مسالة هامة في الحقيقة دلس فيها الكثير من علماء السوء وبغال السلاطين على مر تاريخ الامة وهو احتجاجهم بفساد احوال الناس وان الوقت ليس وقت الخلافة لتبرير دعمهم ومساندتهم للطواغيت والمجرمين متذرعين بهذه الحجة .
فأقول انه لا حجة لهم بذلك فالأمة مطالبة بإحياء الخلافة وهو امر واجب عليهم يأثمون بتركه والامة مطالبة دائما بالعمل على ان يكون الحكم راشدا ومطالبين بمحاسبة الحكام والامراء على اخطائهم وتجاوزاتهم ولو تطلب الامر الخروج بالسيف عند اظهار الحاكم للكفر البواح فانه يجب عليهم ذلك كما اشارت النصوص .
وهذا الذي كان عليه افاضل الصحابة رضوان الله عليهم كالحسين بن علي وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وهم مصيبون في قتالهم ليزيد بن معاوية وسعيهم لإعادة الامر جذعة كما كان ايام ابي بكر وعمر .
فاديا بذلك الواجب عليهما وهو الواجب في الحقيقة على الامة في كل زمان ولكن للأسف تلبيسات علماء السلاطين ومخنثي اهل العلم ادت الى تشتت الناس واضلالهم عن الحق في هذه المسالة حتى وصل الحال ببعض هؤلاء الى القول بالصبر على الحاكم ولو انتهك عرضك والعياذ بالله  .
ولذلك يتوجب على المجاهدين في هذه المرحلة العمل على اسقاط الانظمة المستبدة الظالمة ومساعدة الناس على النهوض من جديد ولملمة جراحهم ولا باس بإقامة امارات ودول اسلامية يكون الحكم فيها على منهاج النبوة حتى تتهيأ الامة للخلافة العامة بإذن الله ويختارون خليفتهم عن شورى ورضا منهم .
والله اعلم
يتبع ان شاء الله

كتبه ابو حفص . 
السبت، 6 سبتمبر 2014

الخلافة على منهاج النبوة شروطها وسننها وعلاماتها ومبشراتها ( الحلقة الاولى ) .

الحمد لله القائل (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) والصلاة والسلام على النبي العدنان والصفي المختار والضحوك القتال الذي بعث بين يدي الساعة بالسيف بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا وعلى اله الطيبين وصحابته المجاهدين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وبعد :
***
فهناك توجه وحديث عام يدور حول الخلافة واهمية عودتها ووحدة الامة لمواجهة مختلف التحديات والظروف التي تمر بها اليوم وهناك قناعة عامة بأهمية الخلافة بدأت تتبلور لدى جماهير الامة وعلماءها .
بل ان الدولة الاسلامية اعلنت الخلافة العامة ونصبت البغدادي خليفة للمسلمين ولا شك ان هذا اعلان باطل ومتسرع وهو من اخطاء الدولة الواضحة الذي يجب عليهم التراجع عنه وقد بين بعض علماء الجهاد هذا الخطأ ووضحوه فجزاهم الله خيرا .
واعلان الدولة للخلافة لا يغير من الحقائق شيئا فالخلافة الراشدة لها شروط وسنن لا يمكن ان تخرج الا من خلالها وبعد استيفائها وتحققها .
ولذلك سأتناول في هذا البحث اهم شروط الخلافة الراشدة وسننها وذكر بعض النصوص التي جاءت في هذا الباب حتى يتبصر جميع المسلمين بهذه الشروط والسنن فلا يطمع طامع ولا يتمنى متن ما ليس له ولا يستعجل احد من الجماعات خروجها فيؤدي ذلك الى احداث فتن الامة في غنى عنها .
فالخلافة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها ستكون بعد الجبابرة هي خلافة راشدة على منهاج النبوة وليست ملكا فالخلافة الراشدة لا يمكن ان تقوم الا بمشورة الناس ورضاهم ولا يمكن ان تقوم بالتغلب بخلاف الملك الذي ابتداء في الغالب يكون بالتغلب .
فعن النعمان بن بشير عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون ملكا جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله تعالى ثم تكون خلافة على منهاج نبوة ثم سكت ) رواه احمد والبيهقي وحسنه الالباني
فالخلافة التي تكون بعد الملك الجبري هي على منهاج النبوة ولذلك لا بد ان تستوفي شروط الخلافة على منهاج النبوة ومن اهم شروطها كما اشرت انها لا تكون الا عن رضا الناس ومشورتهم .
ولو نظرنا الى العهد النبوي وعهد الخلفاء الراشدين لوجدنا ان الشورى ورضا الناس من اهم ما يميزهما , فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما بايع الانصار بيعة العقبة الثانية وطلبوا منه ان يقدم اليهم ليقيم دولته طلب منهم ان يبعثوا اثني عشر نقيبا يكون كل واحد منهم مسؤول عن قومه وممثلا لهم  .
فاختاروا رضي الله عنهم النقباء الذين يمثلون الناس تمثيلا حقيقيا ولا يخرج الناس عن امرهم ورايهم ولم يتدخل النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار النقباء بل ترك الامر لهم فكانت البيعة وبعدها هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فوفوا له عليه الصلاة والسلام فقامت دولة الاسلام الاولى التي اضاءت الارض نورا وعدلا .
وبقي امر النقباء على ما كان عليه طوال فترة العهد المدني واذا توفي نقيب اختار الناس نقيبا اخر يمثلهم برضاهم فهذا خير مثال وتطبيق لقوله تعالى  ( وأمرهم شورى بينهم )
ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف على الناس احدا وترك الامر شورى بينهم فاجتمع الناس في السقيفة وبعد مداولات يوم كامل اتفقوا على ابي بكر رضي الله عنه وبايعوه فاصبح الخليفة بشورى الناس ورضاهم وذلك في القصة المشهورة .
ولما حضرت ابا ابكر الوفاة اشار على الناس بتولية عمر فاطلع عليهم وقال ايها الناس اني قد رأيت امرا ! فقال علي رضي الله عنه اننا لا نرض الا ان يكون عمر ! فقال هو عمر .
فلما توفي ابو بكر رضي الله عنه بايع الناس عمر ودخلوا تحت امرته ولم يختلف عليه احد وانما كان خوف الناس فقط من شدته رضي الله عنه واما كونه افضل الناس بعد ابي بكر واحقهم بالخلافة بعده فما يكاد يختلف الناس في ذلك , فتمت البيعة له رضي الله عنه بشورى الناس ورضاهم .
ولما حضرت عمر الوفاة علم ان الناس لا يختلفون على احد من بقية العشرة المبشرين فجعل الامر شورى بينهم ليختاروا واحدا منهم خليفة بعد وفاته وهم عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب وعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وسعد بن مالك واستثنى سعيد بن زيد لأنه من قرابته فخشي ان يحابوه والا فهو ليس باقل مرتبة منهم رضي الله عنهم جميعا .
فاختاروا رضي الله عنهم عثمان بن عفان في القصة المشهورة فرضي الناس به وبايعوه فاصبح خليفة للناس عن رضا وشورى منهم .
ولما قتل عثمان رضي الله عنه كان الناس لا يعدلون بعلي احدا وكلهم اشار بانه الاحق بالخلافة منهم طلحة والزبير وعائشة وغيرهم من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبايعه جمهور الناس الا من اعتزل الفتنة فقامت له بيعة صحيحة عن رضا وشورى من الناس صحيحة  , وكان اصل الخلاف في ايامه على دم عثمان وكيفية التعاطي مع قتلته ولم يكن الخلاف حول احقيته للخلافة من عدمها .
وكان راي علي رضي الله عنه هو الصواب في تلك الفتنة وهو الراي الذي اعتمده معاوية لما ولي الخلافة ونزل له الحسن بن علي عنها .
ولما قتل علي رضي الله ترك الامر من بعده شورى في الناس فاختار الناس الحسن رضي الله عنه عن شورى ورضا منهم فقامت له بيعة صحيحة فكان هو الخليفة من بعد علي رضي الله عنه .
ثم بعد ذلك لما رأى غدر اهل العراق واختلافهم وثبات اهل الشام مع معاوية رأى ان من المصلحة التنازل لمعاوية رضي الله عنه فنزل له عن الخلافة في القصة المشهورة فبايع الناس معاوية ودخلوا تحت امرته فكان هو الخليفة وكانت خلافته ملكا ولم تكن على منهاج النبوة كما جاء ذلك في النصوص .
فالحاصل هنا ايها الاخوة انه لا يمكن ان تقوم الخلافة الراشدة من غير شورى ورضا الناس , فلا بد من شورى الناس جميعا او من يمثلهم تمثيلا صحيحا من اهل الحل والعقد .
واهل الحل والعقد هم الذين يمثلون الناس تمثيلا صحيحا ويختارهم الناس برضاهم من غير ان يكون عليهم أي ضغوط لا ترغيب ولا ترهيب .
وهذا الذي كان العمل عليه طوال فترة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم تعظيم مبدا الشورى وصيانته والالتزام به بخلاف ما عليه الطواغيت اليوم الذين الغوا مبدا الشورى وجعلوا الامر جبريا وبعضهم يستخف بالناس فيجمع المسبحين بحمده وقدسه تحت سقف واحد ويقول هؤلاء هم اهل الشورى !
فلا شك ان هذا استخفاف بالناس وتعد على هذا المبدأ العظيم الذي قام عليه نظام الحكم في الاسلام وقضى الله فيه ان الامر شورى بينهم .
فالسمة الابرز لفترة الخلافة الراشدة انها كانت عن تراض وشورى ولم يكن فيها تغلب او اكراه بخلاف فترة الملك التي بدأت بالتغلب .
بل ان القتال والنزاع والاختلاف وتغير نفوس الناس هو احد اهم اسباب رفع الخلافة الراشدة وابدالها بالملك كما سياتي معنا ان شاء الله فهل يعقل  ان تقوم بالتغلب والمنازعة ؟!
ومن هنا يتضح خطا الدولة في اعلان الخلافة العامة حيث لم تشاور فيه حتى علماء الجهاد وقادتهم في تنظيم القاعدة الذين هم المحرك الرئيسي للتيارات الجهادية اليوم وقام الجهاد في هذا الزمان بفضل الله ثم بتضحياتهم وصبرهم وهم التيار الجهادي الاعرض في الامة اليوم الذي يقاتل نيابة عنها فهل يعقل ان تقوم خلافة من غير ان يستشاروا ؟!
ناهيك عن الحركات الاسلامية الاخرى الموجودة في الساحة في مختلف الدول الاسلامية والتي لها تاريخها في النضال والدفاع عن قضايا الامة وسعي مشكور في سبيل تحكيم شرع الله وعودة الامة الى دينها وشريعة ربها .
ناهيك عن اصحاب الفكر والراي في الامة وسرواتها والمناضلين  في مختلف الارجاء الذين افنوا اعمارهم في سبيل الله نصرة الاسلام ونهضته .
فهل يعقل ان تقوم خلافة من غير شورى هؤلاء جميعا وهم الذين يمثلون الاكثرية وتتبع لهم تيارات عريضة في الامة ؟!
فلا شك ان اعلان الدولة للخلافة امر متسرع وسابق لأوانه وهو خطا سياسي يجب التراجع عنه فالتراجع عن الخطأ فضيلة والتمادي فيه مصيبة , فأهيب بالإخوة في الدولة التراجع عن هذا الخطأ , وتأجيل امر الخلافة الان حتى يحين وقتها ويختار الناس خليفتهم بأنفسهم ورضاهم وذلك بعد هدم طواغيت الباطل وازالة الانظمة المستبدة وتوفير المناخ المناسب لاختيار خليفة للمسلمين .
وكذلك احذر جميع الحركات العاملة في الساحة من هذا المسلك وعليهم عدم الاستعجال فالمرحلة الان والاولوية هي لإزالة الطواغيت وتحرير الامة من المستبدين والانظمة الجبرية وبعد ذلك سيحين وقت مبايعة المهدي بفضل الله مبايعة عامة فيكون هو الخليفة بذلك  .
وهذا واضح في نصوص المهدي ومبايعته بين الركن والمقام وان الناس يبايعونه برضاهم وتفد اليه الناس من مختلف الاقطار لمبايعته فيكون بذلك خليفة للمسلمين عن رضا وشورى منهم .
ولا يمكن تنصيب خليفة للمسلمين عامة من غير استيفاء شرط الشورى الصحيحة والتأكد من ان اهل الشوى يمثلون الامة تمثيلا حقيقيا وذلك لا يمكن معرفته الا من خلال العرف الذي كان معمولا به في صدر الاسلام  او انتخابات تستوفي شروط النزاهة والعدالة  بين اهل الحل والعقد  .
يتبع ان شاء الله .

كتبه ابو حفص 
الجمعة، 5 سبتمبر 2014

التحذير من المساس بقبر النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم وابارك على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :
***
فقد دار الحديث في الايام الماضية عن دراسة جامعية حول نقل قبر النبي صلى الله عليه وسلم من الحجرة الى مكان اخر وذلك لضم الحجرة الى المسجد وتوسعته من جهة القبر الشريف .
وقد نفت رئاسة المسجد النبوي ان يكون لها علاقة بهذه الدراسة او انها تتبناها .
ولكن في الحقيقة لا استبعد ان يكون الغرض من تسريب مثل هذه الاخبار هو لجس النبض ولا استبعد ان يقوم بعض المتطرفين بمحاولة تنفيذ هذا الامر .
وصدور مثل هذه الدراسات من جامعات النظام السلولي امر متوقع فبالله ما تظنون ان يخرج من طلاب درسوا في جامعة يديرها سليان ابا الخيل وامثاله من علماء السلاطين ومشايخ الضلال المسبحين بحمد الطواغيت وقدسهم .
فهذه الجامعات الان تخرج في الغالب طوابير من غلاة المرجئة والجهمية ورجال المباحث وطلاب الرواتب والمخصصات .
ولا شك ان هذه الدراسة ومثيلاتها ناتجة من الغلو والتطرف والفكر المنتكس ولا يجوز في الحقيقة الحديث عن مثل هذه الامور التي قد تشعل فتنا لا تنطفئ ولا يعلم نتائجها وتبعاتها الا الله .
فمقام النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن ان يمس بناء على بعض الوساوس الصادرة من اهل التطرف والغلو والفكر المنتكس , ولا يجوز المساس بقبر النبي صلى الله عليه وسلم او التفكير في نقله الى مكان اخر .
فكل نبي يدفن حيث قبض كما جاءت النصوص بذلك ولا يجوز مخالفة هذه النصوص , والمساس بها وبحرمتها او تحويلها عن اماكنها .
ففي الحديث عن ابي بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( لم يقبر نبي الا حيث يموت ) صحيح الجامع .
وفي ر واية ( ما قبض الله نبيا الا في الموضع الذي يحب ان يدفن فيه ) .
ولذلك فلا يطمعن طامع ولا يتمنين متمن ان يمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفضل بن العباس رضي الله عنه فقد كان اخر الناس عهدا به .
وقبور الانبياء واجسادهم محفوظة من الله ومكلوءة  بعنايته ورعايته فلا يمكن لاحد ان يمسها او يحولها عن الاماكن التي اختارها الله لهم .
وقبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحجرة وليس في المسجد كما يعتقد بعض الناس ولا اعتقد ان وجود الحجرة يمنع من توسعة المسجد النبوي الشريف فيمكن توسعته من جميع الجهات والابقاء على الحجرة كما هي في وضعها الراهن .
اما مسالة ان هناك من عامة المسلمين من يقوم ببعض البدع والامور المحدثة عند زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فهذه علاجها يكون بتوعية الناس بأدب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وماذا كان يفعل السلف من الصحابة الكرام رضون الله عليهم عند زيارة قبره الشريف عليه الصلاة والسلام وكذلك يكون بجهاد الطوائف المخالفة للإسلام والخارجة عنه ومفاصلتهم لا بنقل القبر الشريف وتحويله من مكانه كما يعتقد ذلك اهل التطرف والغلو .
وانا لا استبعد في الحقيقة من غلاة الاعراب ومشايخهم التابعين للنظام السلولي ان يحاولوا الاقدام على مثل هذه الخطوة المتطرفة فهم اصحاب فكر وعقول منكوسة تشتد في مواضع اللين وتلين في مواضع الشدة .
فهناك الكثير من الخرافات والوساوس الراسخة في عقولهم فهم يعتقدون انهم اهل التوحيد والسنة والعقيدة الصحيحة وتطبيق الشريعة بحذافيرها وان غالبية المسلمين في الدول الاخرى اهل بدع وخرافات وشركيات .
كما يعتقدون ان النظام السلولي يطبق الشريعة وهو حامى حمى التوحيد والعقيدة وغير ذلك من الخرافات والقناعات المنكوسة التي في عقولهم .
ولذلك لا تستغربوا خروج مثل هذه الافكار المنكوسة والمتطرفة من هؤلاء ولا تستبعدوا ان يستحسن كثير منهم مثل هذه الدراسات ويسعى الى تحقيقها وتنفيذها في ارض الواقع , خصوصا مع استبداد النظام السلولي واستفراده بالمسؤولية على مكة والمدينة وضعف المحاسبة والمتابعة من عموم المسلمين في ارجاء الارض .
ولذلك فان الاوضاع في مكة والمدينة الان سيئة في الحقيقة بسبب سياسة النظام السلولي واستفراده بالأمور ولنكون صادقين حتى لو شاركت الانظمة الاسلامية الحالية في ذلك لما ازدادت الامور الا سوءا .
فلا بد من سياسة شرعية صحيحة لا صلاح الاوضاع في مكة والمدينة ولا بد ان تتولى دولة اسلامية على المنهج الصحيح الامور في مكة والمدينة لتعود الى سابق عهدها في صدر الاسلام والا فلن تزداد الامور الا سوءا ولا نيران الفتن الا اشتعالا .
فالرافضة الان يصولون ويجولون في مكة والمدينة ويقومون بطقوسهم بكل حرية وتحت حماية النظام السلولي بالإضافة الى المشاريع الكثيرة المتعثرة التي تدار بعشوائية مما يسبب الزحام وتردي احوالها , بالإضافة الى هدم الاثار وطمس معالمها في مكة والمدينة .
ولذلك وجب التنبيه والتحذير واحث جميع الاخوة في مختلف الارجاء ان يحذروا من هذا الامر ويرسلوا برسالة قوية للنظام السلولي وأذنابه من مشايخ السلاطين وعلماء السوء وان يحذروهم من مغبة المساس بحرمة النبي صلى الله عليه وسلم وحرمة مكة والمدينة .
واقول لعلماء السلاطين ودوابهم المسرجة في بلاد الحرمين اذا اردتم محاربة الشركيات والكفر البواح فعليكم الانكار على طواغيتكم الذين والوا اعداء الله من اليهود والصليبيين وناصروهم على المسلمين وكذلك انكروا عليهم دعمهم للصهاينة والسعي لتمكين الزنادقة والعلمانيين والمرتدين وإفسادهم ثورات الشعوب المستضعفة وسعيهم للإفساد في الارض ومحاربة المجاهدين في سبيل الله والسعي بالنميمة بينهم بغية شق صفوفهم وتفريق كلمتهم .
واذا اردتم محاربة البدع والمنكرات وتوجيه الناس فعليكم ان تنكروا على طواغيتكم سجنهم المصلحين والامرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمحتسبين الذين لا يريدون من احد جزاء ولا شكورا لا يرجون راتبا ولا اعطية من طاغوت او شكورا وانما يريدون بأعمالهم الله والدار الاخرة .
انكروا على طواغيتكم محاربتهم للأعمال الخيرية واغلاقهم لدور القران والجمعيات الخيرية المستقلة ومحاكمة القائمين عليها بزعم تميل الارهاب وايقاف الدعاة الى الله والخطباء وتحجيم دور الامرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
انكروا على طواغيتكم ادارتهم لقنوات العهر والرذيلة التي تنشر الخنا والفجور وتسعى الى طمس معالم العقيدة والاستهزاء بالدين والصد عن سبيل الله ومحاربة دينه وشريعته .
قولوا لطواغيتكم ان يسخروا الالة الاعلامية الضخمة التي يمتلكونها لنشر تعاليم الاسلام وهدي رسول الانام وصحابته الكرام .
سكتم عن ما يفعله طواغيتكم من كفر وضلال وافساد في الارض وصد عن سبيل الله والان تريدون ان تنالوا من حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بزعم محاربة البدع والشركيات .
لا والله هذا ما لا يمكن السكوت عليه او التواني في انكاره والوقوف في وجهه مهما كلف الامر , وادعوا جميع الاخوة الا الانكار والاغلاظ في ذلك على هذا النظام الخبيث وانصاره من سفلة الاعراب ودواب السلاطين من علماء السوء ومشايخ الضلال .
بقي امر اخير اود الاشارة اليه وسبق ان نبهت عليه من قبل فالرؤى تتواتر تنذر من فتن تكون في المسجد النبوي الشريف يحدثها الرافضة .
من تلك الرؤى رؤيا راتها اخت تقول :
رأيت عماله النظافه في الحرم النبوي الشريف
يكنسون فئران وهي حيه ويطلعونها برا الحرم
والفئران ما تهرب من مكانسهم
والحرم كأنه مفرغ من المصلين للتنظيف
انتهى
فهذه الرؤيا ومثيلاتها تدل على الفتن التي يحدثها الرافضة في المسجد النبوي ولا استبعد ان يكون لهم مخططات خبيثة ينوون عملها هناك .
وكما ذكرت فان الحل الصحيح مع مثل هذه الطوائف هو معاملتها بمقتضى الشرع وجهادها اذا لم تكف عن بدعها وتجاوزاتها والا فالمزيد من الفتن والامور المحدثة والخراب في طريقه الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا واسال الله ان يعصمنا واياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه انه سميع قريب .  
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين .
كتبه ابو حفص .


بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة