الجمعة، 15 نوفمبر 2013

الأمة بين فتنة البطالة والبطالة المقنعة .

الحمد لله  القائل ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ , أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ , أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ , أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) واصلي واسلم على الصفي المختار والنبي العدنان والضحوك القتال القائل ( وجعل رزقي تحت ظل رمحي ) والقائل ( اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا ) اللهم فصلي وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين وبعد :
***
في الحقيقة أيها الإخوة أنا أتحاشى الحديث عن القضايا الفرعية في الأمة في الغالب وذالك لان القضية الرئيسية هي قضية تحقيق التوحيد والتحاكم إلى شرع الله والنهل من معينه الصافي ومنبعه العذب , وهذا تشخيص واضح لا لبس فيه لقضية الأمة الأساسية يستطيع أن يفهمه الأذكياء والنوكى على حد سواء .
ولكن في الحقيقة تفاقمت أزمة البطالة في الأمة في هذه الأيام تارة  وألبست بثياب زور تارة أخرى فأصبحت بطالة مقنعة وهي لا تقل خطرا في الحقيقة عن البطالة الحقيقية بل ربما تكون نتائجها أسوا من البطالة الحقيقية , وكذالك تجري في هذه الأيام أحداث مؤسفة في بلاد الحرمين فيها ظلم عظيم وطغيان لا يمكن السكوت عنها بأي حال من الأحوال بل لا بد من الحديث عنها وبيان حقيقتها للشباب التائه عن أصل المشكلة والسبب الرئيس لما يعانونه في بلاد الحرمين وغيرها .
فكما أسلفت أيها الإخوة فان البعد عن الله وعدم تحيكم شرعه هو أساس قضايا الأمة اليوم وسبب منشئها فقد وعد الله بأنه من يتقيه فانه يكفيه كل شئ ومن ينصره فانه سينصره ويثبت قدمه ومن يتوكل عليه فهو حسبه ومن يعبده فانه يرزقه ومن يعمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فانه يحييه حياة طيبة ويجزيه أجره بأحسن عمله ومن يبع نفسه لله فليبشر ببيعه وبالفوز العظيم .
قال الله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ, وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ۚ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ ) وقال (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) وقال ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وقال ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا , وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) وقال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) وقال (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) وقال ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ , مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ , إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) وقال ( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ )
فالسعادة كل السعادة والفوز كل الفوز أيها الإخوة في تقوى الله وعبادته وتحكيم شرعه , فما وصلت إليه الأمة اليوم من ذل وضعف وتسلط للطواغيت والجبابرة والمجرمين إنما هو بسبب بعدها عن الله وتحكيم شريعة الطواغيت والمجرمين والبعد عن شرع الله ودينه  .
ولذالك أيها الإخوة لا يمكن حل قضايا الأمة من غير الرجوع إلى شرع الله ودينه وإقامة دولة الإسلام ومحاربة الطواغيت والمجرمين والمرتدين وغيرهم من أعداء الملة والدين .
فالعالم الإسلامي وخاصة العربي فيه ثروات العالم من نفط وثروة زراعية وحيوانية وذهب ويورانيوم وطاقة شمسية وغير ذالك من مصادر الثروات , فإذا تم استغلال هذه الثروات بشكل سليم فلا شك أن المسلمين سيصبحون أثرى أمم الأرض وأرغدهم عيشا ولكن بعد الأمة عن دينها وتسلط الطواغيت والمجرمين والأنظمة الفاسدة هي التي أوصلت الأمة إلى ما هي فيه اليوم من ذل وهوان وفقر وبطالة وبطالة مقنعة .
وأنا أقول أيها الإخوة في وضع الأمة الحالي حتى لو تحدثنا من ناحية مادية بحتة لو جمعنا فقط ثروات ارض الجزيرة مع ثروات السودان وأديرت بأيدي أمينة فإننا نستطيع أن نفرض لكل مولود مسلم في مشارق الأرض ومغاربها راتبا شهريا وبيتا وسيارة !
فكيف لو أضفنا إلى ذالك ثروات الشام والمغرب العربي ودول المشرق الإسلامي !؟ لا شك أننا حينها سنتكلم عن وضع لم تعرفه الأمة على مر عصورها .
فقضية الأمة ليست قضية قلة ثروات أو عدم توفر وظائف كما يخيل ذالك للهمج والمغفلين وبسطاء الناس بل إن إفقار الشعوب وإذلالها هي سياسة متبعة تمارسها الأنظمة الحاكمة في الدول العربية على وجه الخصوص .
فالطواغيت يستخدمون سياسة تجويع الكلب المعروفة مستمدين تلك السياسة من المثل المعروف ( جوع كلبك يتبعك ) وهذا يستخدمه الطواغيت خاصة في الدول الغنية بالنفط وفي بلاد الحرمين .
فالطواغيت لا يريدون لشعوبهم أن تغتني فترتقي بفكرها فتنشغل بالسياسة أو تطمع في حكم راشد أو تفكر في إحياء فريضة الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام وتعبيد الناس لرب الناس بل يريدون شعوبا خانعة ذليلة تسبح بحمدهم وتلزم طاعتهم ولذالك لا بد من إفقارهم وتجويعهم حتى لا ينشغلوا إلا بطلب الرزق وتوفير لقمة العيش لأنفسهم وأبنائهم وتسديد القروض طوال حياتهم وفي نفس الوقت يستبد الطواغيت ويحوزا الثروات لأنفسهم ويورثوها لأبنائهم وهكذا دواليك .
وكذالك تعاني الأمة اليوم من أنظمة وتشريعات كفرية وضعها الطواغيت واشرفوا عليها وهذه الأنظمة في الحقيقة هي سبب رئيس من أسباب البطالة والفقر في المجتعمات المسلمة ففي الغالب تحمي هذه الأنظمة الحيتان الكبيرة والقطط السمينة على حساب عامة الشعوب والفقراء والطبقة المتوسطة والكادحة , ولذالك نلاحظ أن الطبقة المتوسطة بدأت تختفي من معظم المجتمعات وانقسم الناس إلى قسمين طبقات كادحة وأخرى تسيطر على سوق المال وأصبح المال دولة بين الأغنياء ولا عزاء لعامة الشعوب التي حرمتها هذه الأنظمة الكفرية من حقوقها أو من أن تبدأ من الصفر لتلحق بركب الأغنياء بل تبقى كادحة في خدمة الحيتان الكبيرة والقطط السمينة .
وكذالك أيها الإخوة فان غالبية من يقوم على الأنظمة الحاكمة اليوم هم من الدجالين والمجرمين واللصوص الذين يسدون أبواب الاستثمارات على عامة شعوبهم ويحكرونها على أنفسهم ويفرضون مع ذالك المكوس والضرائب على الناس ويأكلون أموالهم بالباطل ويبددونها في شهواتهم والصد عن سبيل الله ومحاربة دينه وشريعته ولذالك اغلب الشعوب اليوم من الطبقات الكادحة والمعدمة والفقيرة .
وكذالك تقوم الأنظمة الحاكمة بتدمير القطاع الزراعي والصناعي في غالبيتها في بلدانهم وذالك تنفيذا للأجندة الصهيونية العالمية التي تسعى لان تظل الشعوب الإسلامية تعتمد عليها في المجال الزراعي والصناعي وان تبقى شعوبا مستهلكة فقط لا تزرع ولا تصنع بل تبقى عالة على الدول الصناعية الكبرى .
وأما البطالة المقنعة فكما ذكرت لا تقل خطرا عن البطالة الحقيقية بل ربما تكون اخطر منها وذالك بتوظيف من لا وظيفة له بل يبقى الموظف في مكتبه لقراءة الجرائد والمجلات وشرب الشاي والقهوة دون أن يكون لديه عمل حقيقي يقوم به .
وللأسف الشديد فان معظم الوظائف الحكومية هي من هذا القبيل فالراتب الذي يأخذه الموظف والحال هذه لا يعدو أن يكون رشوة لشراء ولائه للنظام .
ومثل هذه الوظائف لا يمكن أن ترتقي بفكر الموظف أو تعطيه دفعة إلى الإمام أو تطور من قدراته وهذا ما يريده الطواغيت بالتحديد أن تبقى الشعوب مسطحة الفكر ساقطة الهمم بعيدة عن مراكز القرار .
وكذالك ما يعرف بالسعودة في بلاد الحرمين هو من قبيل البطالة المقنعة حيث يأخذ الموظف راتبا وهو في بيته من دون عمل مقابل تسجيل اسمه كموظف لدى شركة أو مؤسسة , فهذا أيضا من البطالة المقنعة .
وكذالك أيها الإخوة لا ننسى دور الصهيونية العالمية التي تحرص على تردي أوضاع المسلمين وإضعاف قوتهم الاقتصادية والسياسية وعدم الاستفادة من ثرواتهم النفطية والزراعية .
فالقوة الاقتصادية المؤثرة اليوم في العالم هي النفط واستطاعت الصهيونية العالمية السيطرة على النفط عن طريق الأنظمة الصهيونية الخليجية التي ضمنت حصول الغرب على النفط بأسعار زهيدة وكذالك ضمنت أن لا تستفيد الأمة وشبابها من عائدات النفط , بل يبددون عائدات النفط في الشهوات ومحاربة الإسلام الصحيح ودعم المشروع الصهيوني العالمي الذي يمهد لخروج الدجال .
فنجد مثلا أن أمير سلولي يقوم بدفع خمسمائة ألف دولار من اجل لقاء ممثلة مومس لمدة ربع ساعة والعياذ بالله !!! في نفس الوقت الذي يعاني فيه الشعب في بلاد الحرمين الفقر والبطالة ويعاني اللاجئون السوريون الجوع والبرد !
وكذالك دعم الأنظمة الخليجية للانقلاب في مصر بمليارات الدولارات وكذالك رشوة الروس بستين مليون دولار من قبل النظام السلولي من اجل الاعتراف بحكومة الانقلاب في مصر التي يقوم عليها زنادقة مصر ومرتديها وسفلتها .
ولذالك أيها الإخوة لا يمكن للأمة أن تحل قضاياها ولا يمكن تحرير بيت المقدس من أيدي اليهود حتى تحرر جزيرة العرب من هذه الأنظمة الصهيونية العميلة .
وأما ما يحدث في بلاد لحرمين من أحداث مؤسفة فسأتكلم عنه في النقاط الآتية :
أولا من خلال ما ذكرته آنفا فانه يتبين لكل منصف أن أزمة البطالة سببها الرئيس هو عدم تطبيق شرع الله والتحاكم إلى الأنظمة الكفرية وغياب الأخلاق وتسلط الطواغيت والمجرمين واستبدادهم .
وبالتالي على الإخوة في بلاد الحرمين ممن يكتبون في تويتر وغيره أن يتقوا الله ويصفوا ما يحدث وصفا صحيحا وان لا يغفلوا عن أصل المسالة وان قضايا الناس في بلاد الحرمين من البطالة وغيرها منشؤها من النظام السلولي والأنظمة الكفرية التي قام بسنها وعدم تطبيق شرع الله .
وليس السبب هو وجود الأجانب كما يزعم ذالك الهمج ويرددونه للأسف الشديد وهذه اللفظة يستخدمها الناس في بلاد الحرمين ويطلقونها حتى على إخوانهم المسلمين الوافدين طلبا للرزق مع انه لا يجوز استخدام هذه الكلمة بحق المسلمين فالمسلم اخو المسلم وديار المسلمين واحدة وسايس بيكو لا قيمة لها في مصطلحات الشرع شاء من شاء وأبى من أبى .
وهناك طرق شرعية صحيحة في الحقيقة يمكن  تصحيح أوضاع سوق العمل في بلاد الحرمين من خلالها وستضمن حقوق جميع الأطراف وستختفي الجرائم الصادرة من العمالة المخالفة حال تطبيقها وستختفي البطالة أيضا في وقت قصير ولكن للأسف الشديد يبدو إن النظام السلولي لا يريد إيجاد حلول لهذه القضية فهو يستخدم هذه الورقة كوسيلة ضغط على شعب الجزيرة أو انه فقد بديهته وأصبحت الواضحات عنده معضلات عياذا بالله .
فالنظام السلولي اليوم يسير خلف أصوات الهمج ويطبق الحلول التي يفترضها الهمج والسرابيت أما أهل النصح والرأي والحكمة والعقول النيرة فلا مكان لهم ولا رأي عند النظام السلولي بل أنهم منبوذون وغير مرحب بكلامهم ولذالك من الطبيعي أن يحصل ما حصل وان تؤول الأمور إلى ما هي عليه اليوم .
ثانيا أيها الإخوة يقوم النظام السلولي بالاتجار بالبشر وبضعفاء المسلمين بصورة واضحة ومنظمة , فتجار الفيز يقومون ببيعها بآلاف الدولارات للفيزة الواحدة فهناك من ضعفاء المسلمين من يشتريها بما يجاوز الثمانية آلاف دولار طمعا في أن يجد فرصة عمل في بلاد الحرمين تؤمن له وضعا معيشيا أفضل وطمعا في أن تكتحل عينه برؤية مهبط الوحي والأرض التي مشى عليها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام , فيفاجأ بعد أن يأتي إلى بلاد الحرمين انه بلا وظيفة ولا يستطيع العمل في ظل الأنظمة المعمول بها إلا أن يقوم بنقل الكفالة ودفع آلاف الريالات مرة أخرى بعد أن يتم ابتزازه من قبل الكفيل الجديد  أو يتم القبض عليه وإعادته إلى بلده بعد أن خسر ثمن الفيزة التي اشتراها من عمل وكد سنوات طويلة .
فلاشك أن هذا المال الذي يأخذه ابن سلول من هؤلاء المستضعفين بعد أن شقوا في تحصيله لسنوات لهو من أموال السحت واكل أموال الناس بالباطل وهو من الظلم العظيم الذي يحرمه الإسلام وتأباه النفوس الأبية .
وهكذا دواليك يقوم ابن سلول بإصدار ملايين الفيز وتسفير الملايين بعد السطو على أموالهم فيحصل بذالك على مئات المليارات التي تعادل ميزانيات دول بأكملها والعياذ بالله .
فأين علماء السوء وفقهاء إلام بي سي وساحقو الجماجم وكبار المسبحين بحمد الطاغوت عن هذا الظلم العظيم الذي يتعرض له إخوانهم المسلمين من شتى الدول والبقاع وأين الذين صدعوا رؤوسنا بتحكيم النظام السلولي لشرع الله وأنهم أصحاب العقيدة الصحيحة وتطبيق الشريعة بحذافيرها ! أم أنهم كطاغوتهم فلا ينشطون إلا في المخازي أو في التسبيح بحمد طواغيتهم ومجرميهم ؟!.
ثالثا أيها الإخوة ما يتعلق بالعمالة الإثيوبية وهؤلاء العمالة فيهم من دخل بصورة نظامية وآخرون خلاف ذالك ولاشك أن الطريقة التي عوملوا بها من قبل النظام السلولي طريقة همجية لا تليق بمسلم .
فلاشك أن حشر الناس في الشاحنات التي تستخدم لنقل الرمل والبلك بالعشرات وكأنهم حشرات والعياذ بالله وكذالك ترك الآلاف يمشون من الخرج إلى الرياض على أقدامهم  وكأننا في عصور الظلام ,  هذا لا يمكن أن يصدر من مسلم تجاه أخيه المسلم وهذه معاملة غير إنسانية لا تصدر إلا من الأنظمة السلولية والفرعونية والمتغطرسة .
ففي بلاد الغرب والنصارى والملحدين من جاء إليهم بهذه الصفة يتم معاملته كلاجئ ويتم تصنيف هؤلاء اللاجئين واحترام إنسانيتهم وتوفير المأوى الملائم لهم حتى يتم الفصل قضائيا في أحوالهم واحدا واحدا وإذا كان معهم أطفال فانه يتم إلحاقهم بالمدارس فورا سواء رغب أهلهم بذالك أم لم يرغبوا ويتم صرف رواتب لهم بشكل مؤقت إلى أن يتم توفير فرص عمل مناسبة لهم .
هذا للأسف في دول الغرب الصليبية ولكم أن تقارنوا بين ما يفعله الصليبيون وبين ما تفعله الأنظمة السلولية في ديار المسلمين بحق إخوانهم !
أما أحداث الشغب التي صدرت من هذه العمالة فلاشك انه ناتج طبيعي لاستفزازهم بهذه الصورة فلا يمكن أن تأخذ أنسانا من الشارع أو محل عمله وتودعه السجن وتسفره إلى بلده من غير أن يحصل على مستحقاته ولا تمكنه حتى من العودة إلى منزله لاصطحاب زوجته وأطفاله !
مع انه بالإمكان إنهاء هذه الأزمة بصورة شرعية صحيحة تضمن حقوق جميع الأطراف من دون إثارة أي ضجة أو بلبلة لكن للأسف الحلول التي اعتمدها النظام السلولي هي التعامل بطريقة همجية غير مدروسة وأدى ذالك بدوره إلى حدوث ما حدث من حوادث قتل وسلب ونهب وانتهاك للحرمات وشغب .
وكذالك لا شك أن إقدام بعض شباب البلد على اقتحام بيوت هؤلاء العمالة وترويع نسائهم وأطفالهم ونهب ما فيها لهو من الجرم والظلم العظيم الذي لا يرضاه الشرع حتى وان كان بعض هذه العمالة يرتكبون أعمالا مخالفة للشرع فهذا لا يسوغ انتهاك حرماتهم ومصادرة أموالهم .
فالعبرة أيها الإخوة بالشرع ويجب التعامل مع الناس وفق حدود الشرع وضوابطه وليس بالعاطفة , وللأسف الشديد من شاهد الألفاظ التي تستخدم في الإعلام السلولي بحق هؤلاء العمالة فسيعلم مستوى الانحطاط الذي وصل إليه الهمج في بلاد الحرمين فهم يستخدمون ألفاظ تطهير وتنظيف وغير ذالك من الألفاظ السوقية التي لا يجوز استخدامها حتى في حق بهيمة الأنعام ناهيك عن استخدامها في حق مسلم كرمه الله وكأن هؤلاء الإثيوبيين حشرات قاتلة أو فيروسات معدية .
قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )
وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) الحديث  .
وأيضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) .
وأيضا ثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( مثل المسلمين في  توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى ) .
وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) .
وعنه عليه الصلاة والسلام انه قال ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) , والكبر بطر الحق وغمط الناس أي احتقارهم وازدراؤهم .
فلاشك أن احتقار الناس وازدراءهم من أعظم الموبقات الموجبة لغضب الله وسخطه ونقمته وما يدريكم لعل بعض هؤلاء الضعفاء من يبلغ بنيته عند الله ما لايبلغه الصائم القائم ولعل من بينهم أشعث اغبر لو اقسم على الله لأبره !
فبعض من هؤلاء المسلمين الضعفاء الذين يأتون إلى بلاد الحرمين من ابرز أهدافهم الطمع في أن تطأ أقدامهم ارض الجزيرة ومهبط الوحي الذي انتشر منه الإسلام ويظن كثير من هؤلاء أنهم يأتون فيجدون بعضا من أبناء المهاجرين والأنصار ويرون أخلاقا كأخلاق أجدادهم .
ولكن للأسف اليوم من يلي أمر الجزيرة هو ابن سلول وابن التابوت وأعوانهم من الملاعين على لسان رسول الله من عضل والقارة وعصية ورعل وذكوان وأمثالهم وأشياعهم .
رابعا : لاشك عندي أن النظام السلولي يعيش الآن مرحلة التفكك والانهيار التام وذالك لأنه بلغ قمة الظلم والطغيان ومحادة الله ورسوله فعلى الصعيد السياسي يقوم النظام السلولي بدعم الزنادقة والمرتدين في مصر  بمليارات الدولارات وكذالك رشوة الروس بستين مليار دولار من اجل الاعتراف بحكومة الانقلاب في مصر والسعي لإقناع دول العالم من اجل الاعتراف بهؤلاء الزنادقة والقتلة والمجرمين .
وكذالك يسعى النظام السلولي لإعادة طاغوت تونس زين العابدين إلى الحكم مرة أخرى ويقوم بتمويل أعمال الفوضى والاضطرابات فيها .
وكذالك ألقى النظام السلولي بثقله من اجل تخريب المشروع الجهادي الذي لمع نجمه في الشام ويسعى الآن بالتحالف مع إسرائيل من اجل تشكيل صحوات في سوريا على غرار صحوات العراق لتدمير المشروع الجهادي وفرض الأجندة الصهيونية على أهل سوريا .
وها هو اليوم يقوم بأكل أموال الناس بالباطل والاتجار بالبشر ومصادرة أموال المستضعفين بأخبث الطرق والعياذ بالله ليسد بها جوعة شعب الجزيرة المحروم ويملا بطونهم بأموال السحت والحرام بينما يبدد المليارات من عائدات النفط في الصد عن سبيل الله ومحاربة الإسلام الصحيح والتمكين للصهيونية العالمية ومحاربة الجهاد في سبيل الله وهذا قمة الطغيان والبغي والجور , فاعتقد والحال هذه بأنه يعيش فعلا في مرحلة التفكك والانهيار التام وحلول اللعنة التامة ونزول نقمة الله وسخطه عياذا بالله فان الله يمهل ولا يهمل وإذا اخذ الظالم لم يفلته .
واعتقد ان كلمة سعود نفسها اليوم ارتبطت باللعنة فأصبحت كلمة ملعونة  ككلمة فرعون وهامان وقارون حتى وان كانت هذه الكلمات تحمل معان جيدة في طياتها إلا أنها لما ارتبطت بأشخاص هؤلاء الملاعين فإنها ارتبطت باللعنة فغدت سبة بحد ذاتها .
فكلمة سعود اليوم لعنة على سعود نفسه واعتقد انه لو علم انه سيخرج من عقبه هؤلاء لاختار أن يبقى عزبا طول حياته وكذالك هي لعنة على آل سعود أنفسهم ولعنة على شعب الجزيرة ولعنة على المستضعفين في الأرض ولعنة على الأمة والبشرية كلها .
فأسال الله العظيم المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل وهو على كل شئ قدير أن يقصم ظهورهم ويطمس على أموالهم ويرينا فيهم يوما اسودا تقر به أعين الموحدين والمستضعفين وان يجعلهم عبرة لمن لا يعتبر وعظة لمن لا يتعظ انه على كل شئ قدير وبالإجابة جدير .
وأخيرا أقول للإخوة في بلاد الحرمين وغيرها من كتاب المنتديات وتويتر وغيرها أن يركزوا على أصول المسائل ومسالة غياب تطبيق الشريعة وتحقيق التوحيد والاهتمام بمسائل الأصول التي عليها مدار الدين فهي الأساس ولن يعود للأمة مجد ولا عز ولن تحل قضاياها إلا بالعودة إلى تطبيق شرع الله وخلع الأنظمة السلولية الفاسدة والمستبدة .
اللهم أصلح من في صلاحه عز للإسلام والمسلمين واهلك وخذ إليك من في آخذه وهلاكه عز للإسلام المسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين .
والله اعلم
كتبه أبو حفص



0 التعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة