الخميس، 5 ديسمبر 2013

من الارشيف/ المس اسبابه وعلاجه ( الجزء الاول )

الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد :

***

مقدمة :
فان المس من الأمراض التي انتشرت في زماننا وعظم شرها وخطرها وذالك لغربة الدين في هذا الزمان وكثرة التحاسد بين الناس وذالك لوجود الطبقات في المجتمعات وانتشار الظلم وكثرة الشهوات والفتن .
والمس يصيب الإنسان بسبب السحر أو الحسد أو العين , أما السحر فسأفرد له موضوعا مستقلا وسيكون حديثي في هذا الموضوع عن الحسد والعين .
وموضوع  المس من الحسد والعين موضوع متشعب والتفصيل فيه يطول ويستحق أن نفرد له قسما مستقلا ولكن سأكتفي في هذا الموضوع ببعض الإشارات عن المس التي تهم الجميع ليحذروا من المس ويسعوا في طلب الرقيا والعلاج .
خاصة بعد كثرة الرؤى التي تدل على إصابة الكثير من الإخوة والأخوات بالمس والتي عبرتها لهم , وبالتالي فان هذا الموضوع جدير بالاهتمام والبحث .
والحسد من الأمراض التي انتشرت في زماننا وعظمت وذالك لبعد الناس عن الدين وتعلقهم بالدنيا وتنافسهم فيها فهو الداء العضال الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ولذالك كثر المس في زماننا هذا .
 عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم انتم ؟ ) قال عبد الرحمن بن عوف : نقول كما أمرنا الله . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أو غير ذالك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون – أو نحو ذالك – ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض ) رواه مسلم .
وعن ابن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (  دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين )  رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما وحسنه الالباني .
وقد أمر الله بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد وذالك لعظم خطر الحسد , وعين الحسود قد استثناها الله من الشرور وما ذالك إلا لعظمها .
قال الله تعالى ( قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد ) .
فاستثنى الله الحسد وشر النفاثات في العقد من بين جميع الشرور فقوله تعالى ( من شر ما خلق ) يشمل جميع الشرور ومنها الحسد والسحر ولكن لما استثناهما الله علمنا خطرهما .
والعين حق كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي على قسمين عين ودود وعين حسود , وعين الحسود خطرها عظيم ووقعها اشد .
بل إن أكثر من يموت من امة محمد صلى الله عليه وسلم بسبب العين كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم  .
ففي الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم  ( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه  كتاب الله و قضائه و قدره بالأنفس ) . حسنه الألباني . وفي رواية ( أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب والله وقضائه وقدره بالعين ) .
فإذا كانت العين تسبب الموت فما دون الموت أولى بلا شك ففي الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العين تدخل الرجل القبر وتدخل الجمل القدر ) حسنه الألباني .
وعن عائشة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (استعيذوا بالله من العين فإن العين حق ) . صححه الالباني .
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( العين حق فلو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا ) رواه مسلم .
والنصوص الواردة في العين والمحذرة منها كثيرة ويتبع العين شيطان يخدمها فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (العين حق يحضرها الشيطان وحسد ابن آدم ) .
ولذالك فان من يصاب بالعين فإنما يصاب بشئ من المس وذالك لوجود الشيطان الذي يحضر هذه العين ويخدمها .
أقسام المس من العين :
القسم الأول وهو العين الودود :
وهذه تحصل أحيانا من غير قصد وقد تكون من اقرب الناس من الوالدين والزوجة والأصدقاء والطلاب وغيرهم من الناس .
وهذه العين لها أسباب كالغيرة الزائدة أو المحبة والتعلق بالمصاب أو الإعجاب وتكون أعراضها حسب السبب الذي تحدث لأجله العين .
فمثلا قد تصيب الأم ابنتها بالعين بسبب إعجابها بها وعدم ذكر الله عند رؤية ما يعجبها منها وقد يصيب الأب كذالك ابنه أو ابنته لنفس السبب وهو لا يشعر .
وكذالك قد تصيب الزوجة زوجها بالعين بسبب الغيرة الزائدة أو الإعجاب .
وكذالك قد يصيب الطالب أستاذه بالعين بسبب الإعجاب فأكثر من يبتلى بهذا النوع من العين هم الأساتذة والدعاة والمشهورون بين الناس ومن فيهم صفات مميزة بين الناس أيا كانت سواء كان علما أو جمالا أو مالا أو شهرة أو غير ذالك من الأمور الجذابة .
أعراض هذا النوع من العين .
تختلف أعراض هذ النوع من العين باختلاف السبب الذي حصلت العين لأجله .
فمثلا من ابتلي بالإعجاب تحصل لديه العديد من الأعراض كارتفاع الشهوة بشكل كبير وارتفاع في حرارة الجسم وصداع وعدم تركيز وكثرة الاحتلام بل ربما الوقوع في العادة السرية وإدمانها وغير ذالك من الأعراض .
ويرى منامات تدل على إصابته بعين معجبة كان يرى من أصابه بالعين يقبله أو يلمسه في منامه تقبيل ولمس شهوة أو يجامعه أو ينظر إليه بإعجاب وغير ذالك من الأمور ولكن ليس شرطا أن يكون تعبير الرؤى من هذا القبيل  أنها عين فكل رؤيا بحسب سياقها ولكن هذا هو الغالب  .
ومن أصيب بعين بسبب الغيرة فتحدث لديه أعراض كالنفور من شخص معين لا يتقبله ولا يجد سببا مقنعا لذالك ويكون هذا الشخص في الغالب هو المتهم بالعين .
وكذالك من ابتلي بهذا النوع من العين في الغالب يشعر بضيق في الصدر وارق وآلام متنقلة في الجسم .
والحاصل هنا أن أعراض هذا النوع من العين تكون مختلفة حسب السبب الذي حصلت العين لأجله فليس شرطا لمن أصيب بهذا النوع من العين أن تكون فيه كل الأعراض المذكورة سابقا .
علاج هذا النوع من العين .
ولعلاج هذا النوع من العين على الإنسان أولا تجنب إظهار ما عنده من أمور حسنة هو متميز فيها لئلا يصاب بأعين الناس .
فمن وهبه الله أمرا مميزا من بين الناس فعليه أن يحرص على عدم إظهاره أو المباهاة به بين الناس ومحاولة إخفائه قدر الإمكان .
فهذا يعقوب عليه السلام أوصى أبناءه إذا وصلوا مصر ألا يدخلوا من باب واحد وذالك خوفا عليهم من العين .
قال الله تعالى ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شئ ) الآية , فامتدحه الله على ذالك فقال ( ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وانه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .
فمن ابتلي بجمال المنظر فعليه أن يحرص على عدم إظهاره بين الناس وان يتستر في لبسه وان يبتعد عن الأماكن التي يكون فيها النساء .
وكذالك الأولاد الذين فيهم هذه الصفة الواجب تعليمهم الحرص على ا للباس المحتشم وعدم الاعتناء بالتجمل الزائد لئلا يصابوا بالعين وهم لا يشعرون .
وكذاك على الوالدين أن يقوموا بتحصين أطفالهم بالأذكار وتعليمهم إياها وحثهم على المحافظة عليهم لتكون وقاية لهم من العين بإذن الله .
وهكذا فان هذه قاعدة للوقاية من هذا النوع من العين أما من أصيب بها فعليه بالرقيا وذالك بقراءة المعوذتين والإخلاص وقراءة سورة البقرة وسورة النور ومريم والفاتحة وصدر سورة الصافات ومن سورة الأعراف ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا ) إلى قوله تعالى ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ) الآية .
وغير ذالك من آيات الرقيا , وحبذا لو تقرا على ماء وزيت زيتون والأفضل أن يكون ماء زمزم مرتين في اليوم أو أكثر من ذالك وتشرب ويغتسل منها .
وأحب أن أنبه هنا انه لا يجوز سوء الظن بالناس أو قطع العلاقة معهم بسبب الظن أنهم من أصابوك بالعين ولكن على المبتلى بهذا النوع من المس أن يبذل الأسباب التي ترد هذه النوع من العين وعليه أن يلزم الرقيا والتحصن بالأذكار حتى يصرف الله عنه هذه العين .
وكذالك على الإنسان عدم الوسوسة في موضوع العين فبعض الناس يجعل كل شيء يصيبه بسبب العين ويلقي التهم على الناس جزافا في كل ما يصيبه فهذا خطا قد يؤدي  بالإنسان إلى سوء الخلق وسوء الظن المذموم بالناس .
فعلى الإنسان التحصن  بالأذكار وبذل الأسباب ومن وجد في نفسه اعراض المس فعليه بالرقيا حتى يشفى  بإذن الله .
والله اعلم .
يتبع إن شاء الله .
كتبه أبو حفص .

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

لماذا لانرى تعليقات كل هذه الفترة ؟

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاكثر مشاهدة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة